الشيخ محمد إبراهيم القوصي.. قصة أشهر قراء قنا في العصر الحديث |فيديو

الشيخ محمد إبراهيم متولي القوصي، وشهرته محمد إبراهيم القوصي، ابن مدينة قوص، نشأ وتربي فيها، من أشهر المقرئين بمركز قوص، يتميز بصوته العذب الجهوري، تخرج من كلية الآداب قسم الدراسات الإسلامية، وحصل على العالية في القراءات السبع.

كان والديه يطلبان من الله تعالي أن يرزقهما بابن يحفظ القرآن الكريم، وكان والده شغوف بسماع القرآن من الشيخ محمد صديق المنشاوي، وكان يتمني أن يكون ابنه مثله.

رحلته مع القرآن

عندما ولد الشيخ محمد إبراهيم وبلغ سن القراءة ألحقه والده بكتاب الشيخ حسن الظو بمسجد أبو العباس القديم، وبعد ذلك تم إلحاقه بالأزهر الشريف.

كان الشيخ منذ نعومة أظافره يحب الاستماع لإذاعة القرآن الكريم وكان يحب تقليد القراء والمبتهلين، فنشأ يحب القرآن، وكان في منطقته التي يقطن فيها يذهب إلي أي قارئ يأتي للمنطقة ليستمع إليه، فكان يسمع للشيخ حجاج اليتيم من مدينة قوص عليه رحمه الله.

 كان يحب أن يري هؤلاء الأئمة والوعاظ  مرتدين الزي الأزهري، منهم  الشيخ القاضي حنفي والشيخ الباهي والشيخ نادر الحريجي والشيخ محفوظ القباني، والشيخ ثابت المعراوي والشيخ حامد العواري والشيخ يحي حسن الحجازي، والشيخ عبد الباسط الجعفري، وتأثر كثيرًا بالشيخ محمد صديق المنشاوي.

 أثناء دراسته بالأزهر، كان يذهب إلي كُتَاب الشيخ حسن الظوفى مسجد أبو العباس القديم، ثم انتقل إلي مقرأة الشيخ عبد الفتاح الحريري وكان بمثابة والده في المسجد العمري، ثم انتقل للحفظ في زاوية ثابت" احدي الزوايا القديمة التى أُسست لتحفيظ القرآن والصلاة فيها فى قوص"، ثم ختم القرآن فى النهاية بالقراءات العشر على يد الشيخ محمد سليمان الحجيري بقفط.

وأقام الشيخ مقرأة في مسجد الري بقوص لمدة عام واحد ثم أقام مقرأة أخري في مسجد ابن دقيق العيد لمدة 11 عام، ولكنها توقفت منذ جائحة كورونا العام الماضي حتى الآن. 

المقامات الموسيقية فى القرآن الكريم 

استخدم أيضًا المقامات الصوتية فى القرآن الكريم كما استخدمها فى الإنشاد، البياتي والصبا الحجاز والنهاوند والكردي والسيكا، وكان يحب القراءة كثيرًا بمقام النهاوند، فيشعر بالآية قبل قراءتها، فعندما يقرأ آيات الجنة فهي من المبشرات فيستخدم مقام الفرح ليشعر السامع فيه بالبشري، وعندما يقرأ آيات العذاب والنار، يستخدم مقام الصبا المعبر عن الحزن والشجن، وهكذا يستخدم المقامات.

تأثره بهؤلاء 

كان الشيخ يحب سماع الشيخ مصطفي إسماعيل ومحمود على البنا وعبدالباسط عبدالصمد والبهتيمي ومحمود عبد الحكم وسيد متولي عبد العال وعبد الفتاح الطاروطي، وتأثر كثيرًا بسيد النقشبندي فى الابتهال.

بدأت حكايته مع الابتهال منذ الطفولة أثناء قراءته للقرآن الكريم، فشغف وأحب الإنشاد، وبدأ من صغره يسمع للإنشاد على الراديو ويقلد أصوات المنشدين المشهورين فى مصر وبخاصة تواشيح الجمعة.

يتذكر الشيخ محمد أن الشيخ النقشبندي كان له طابع خاص لديه، لأن طبقات صوته تزيد كل طبقة عن أخري في الجمال وله هيبة ووقار في الصوت أثناء الانشاد.

وفى المرحلة الإعدادية كان يحفظ القرآن الكريم وتعلق به، وكان في نفس الوقت يسمع كثيرًا من أصوات المنشدين ويحضر حلقات التواشيح والإنشاد في مركز قوص داخل المساجد أو خارجها.

ابتهاله فى المولد النبوي الشريف 

 ويبتهل الشيخ أحيانًا فى بعض المناسبات وبخاصة مناسبة المولد النبوي الشريف وعندما يُطلب منه فىأي جلسة أو حلقة ذكر أو غيره، يحب ابتهال قصائد المولد النبوي كقصيدة ولد الهدي والكائنات ضياء، وقصيدة خاتم الأنبياء والمرسلين، يحب كثيرًا إنشاد قصائد أحمد شوقي والإمام البصيلي، والقصيدة المقبولة وروضة القلوب للشيخ صالح الجعفري.

يحب الشيخ إنشاد طه الفشني ومحمد عمران ونصر الدين طوبار وعبد التواب البساتيني.

المقامات فى الإنشاد 

يستخدم الشيخ المقامات الصوتية " مقام البياتي مقام النهاوند والسيكا والصبا والحجاز والكرد"، في الإنشاد والتي يختلف استخدامها في الإنشاد عن القرآن الكريم، لأن القرآن الكريم له أحكامه الدقيقة التي لا نستطيع الحياد عنها، بينما الإنشاد يتم إنشاده بأكثر من طريقة وممكن نقطع البيت الذي يُنشد، بينما لا يجوز في القرآن المد والتقطيع بدون الحكم.

 ولكن الشيخ لا ينشد الآن  في تلك الفترة بل يقرأ فقط القرآن. 

مشاركته في الحفلات والأمسيات

شارك الشيخ في عدد كبير في الحفلات والتي لها استعداد خاص لديه فكل مناسبة لها زي معين وآيات معينة من القرآن الكريم أو إنشاد معين

حضر محمد إبراهيم الخواجة حفلات في مختلف المحافظات منها أسيوط وسوهاج وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والسويس وقنا لأكثر من مرة كما شارك داخل المدينة والقري أيضًا.

وحضر لفيف من الندوات والأمسيات داخل المساجد وفى الليالي وجميع ندوات الإدارة التعليمية التي كانت تقيميها خلال الفترة الماضية قبل أزمة كورونا.

ويذكر أن فى العام الماضي يوجد ركود تام ومنع للاحتفالات من شهر مارس حتى شهر يوليو في 2020 بسبب الكورونا ولكن انتعش هذا الركود قليلا هذا العام ويوجد قليل من الاحتفالات داخل وخارج المحافظة.

مشاركته في القاهرة 

يذكر أنه قرأ لفترة في مسجد الإمام الدردير بالقاهرة وقرأ في الجامع الأزهر في 2005 في صلاة الجمعة وغيرها بأمر من إمام المسجد، كما أذن عشرات المرات في الجامع الأزهر، كما قرأ في مسجد السيدة زينب والإمام الحسين حتى 2019، ومساجد أخري بالقاهرة.

 وجمع الشيخ بين قراءة الجمعة وخطبتها لفترة تزيد عن الخمسة وعشرين عامًا في مسجد الشيخ العشري الحريري بقوص، وقرأ في المسجد العمري ومسجد أبو العباس، ومسجد ابن دقيق العيد، وحاليًا يقرأ الجمعة في مسجد الشيخ عتمان، من أشهر مساجد مدينة قوص. 

يتواصل في جميع العزاءات مع الجميع في قوص ويهتم بقراءة القرآن لجميع الطبقات حتى يسهل عليهم فهمه والاستمتاع بقراءته.

اتخذ الشيخ القرآن نهجًا لحياته ويختم حديثه " الحمد لله الذي كرمني وجعلني من أهل القرآن".

تابع أحدث الأخبار عبر