القارئ الشيخ أحمد محمد عامر.. أسد القراء

القارئ الشيخ أحمد محمد عامر أسد القراء.. أحد أعلام دولة التلاوة المصرية، تميز بعذوبة صوته، ويُعدّ أحد أعلام القراءة المصرية البارزين. في هذا الموضوع نتناول سيرة القارئ الشيخ أحمد محمد عامر أسد القراء ورحلته مع كتاب الله تعالى.
سيرة الشيخ أحمد محمد عامر
ولد القارئ الشيخ أحمد محمد عامر عام 1927 في قرية العساكرة بمحافظة الشرقية، حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وأتم تجويد القرآن الكريم وتعلم القراءات السبع في سن الثالثة عشرة. التحق بإذاعة القرآن الكريم عام 1963م، وسافر إلى معظم الدول الإسلامية ودول العالم قارئًا للقرآن الكريم، كما شارك في لجان التحكيم في بعض المسابقات الدولية، وحصل على العديد من شهادات التقدير خلال رحلاته الخارجية. منحه الملك علي شاه ملك ماليزيا وسام التقدير عام 1970م، وكان عضوًا في مقرأة مسجد الإمام الحسين التي يرأسها أحمد عيسى المعصراوي.

زار القارئ الشيخ أحمد محمد عامر العديد من الدول، منها: السودان عام 1958م، فلسطين عام 1959م، فرنسا عام 1969م، كما سافر إلى الولايات المتحدة والبرازيل وإنجلترا، ودول الخليج ودول المغرب العربي.
في عام 1956، خضع الشيخ أحمد محمد عامر، قارئ القرآن الكريم، لاختبار القُرَّاء في إذاعة القرآن الكريم. واجه لجنة ضمت كبار علماء القراءات برئاسة إمام القُرَّاء، الشيخ عبد الفتاح القاضي، الذي كان عميد معهد القراءات، ورئيس لجنة مراجعة المصاحف بالأزهر الشريف، وشيخ عموم المقارئ المصرية. بفضل الله تعالى، نجح الشيخ عامر من أول مرة. مع ذلك، لم يبدأ الشيخ عامر في البث على إذاعة القرآن الكريم إلا في عام 1963. يرجع ذلك إلى مشكلات الحرب العدوانية الثلاثية على مصر، التي حدثت في عام 1956.

تكريم الشيخ أحمد محمد عامر
حظي فضيلة القارئ الشيخ أحمد محمد عامر بشرف منصب شيخ ونقيب قُرَّاء القرآن الكريم بمحافظة الشرقية، كما انضم إلى مجلس إدارة النقابة العامة لقُرَّاء القرآن الكريم بمصر، وذلك خلال رئاسة شيخ القُرَّاء ونقيبهم فضيلة الشيخ أبو العينين شعيشع.
كرس الشيخ أحمد محمد عامر حياته لتعليم القرآن الكريم، حيث قام بإقرائه وتحفيظه لطلبة العلم برواية حفص عن عاصم، بالإضافة إلى عدد من القراءات القرآنية الأخرى. اتّباعًا لوصية والده، لم يتقاضى الشيخ عامر أي أجر على تعليمه للقرآن الكريم، إيمانًا منه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلّمه". نتج عن جهود الشيخ عامر تخرج أكثر من 30 قارئًا من مدرسته القرآنية، والتحق العديد منهم بإذاعة القرآن الكريم ليصبحوا قُرَّاءً مشهورين، من أشهرهم فضيلة القارئ الشيخ الشحات محمد أنور.

حظي الشيخ أحمد محمد عامر بتقدير واسع من مختلف دول العالم، حيث نال العديد من شهادات التقدير والتكريم تقديرًا لخدماته للقرآن الكريم وأهله. ومن أبرز هذه التكريمات، حصوله على وسام التقدير من ملك ماليزيا عام 1970. رحل القارئ الشيخ أحمد محمد عامر إلى جوار ربه في يوم السبت 11 من جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 20 فبراير 2016 عن عمر ناهز 89 عامًا.
