القارئ الشيخ محمد سلامة.. بطل القراء وصاحب الصوت الملائكي وإمام المقرئين

القارئ الشيخ محمد سلامة بطل القراء وصاحب الصوت الملائكي وإمام المقرئين.. تميز الشيخ محمد سلامة بصوته الجهوري العذب وقدرته على التحكم به ببراعة، أتقن مختلف المقامات الموسيقية واستخدمها في تلاوته للقرآن الكريم، فسحرت تلاوته قلوب المستمعين وخلقت حالة من الخشوع والهدوء. في هذا الموضوع نتناول سيرة القارئ الشيخ محمد سلامة ومسيرته مع كتاب رب العالمين.
سيرة الشيخ محمد سلامة ومسيرته
ولد الشيخ محمد سلامة في مدينة مسطرد بمحافظة القليوبية في مصر عام 1899. نشأ في عائلة فقيرة، وحفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره. اشتهر بصوته العذب وأسلوبه المميز في تلاوة القرآن الكريم. سافر إلى العديد من الدول العربية والإسلامية للقراءة. سجل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم. توفي عام 1982 عن عمر يناهز 83 عامًا.

شهرة الشيخ محمد سلامة والثناء عليه
صاحب الحنجرة الفولاذية والصوت القوي الذي لا ينقطع، اتسمت قراءاته بالقوة، فكان حنجرته تتحمل القراءات المتواصلة دون انقطاع، أثنى على صوته علماء العصر، ونال شهرة واسعة رغم أنه لم يقرأ في الإذاعة أول الأمر. أشاد به الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق ووصفه بـ "بطل القراء"، وقال عنه الكاتب محمود السعدني في كتابه ألحان السماء: "عاصر الفترة الذهبية لعصر التلاوة أيام الشيخ علي محمود وغيره، ونال من الشهرة ومن المجد مالم ينله مقرئ من قبل حتى ولا الشيخ أحمد ندا،...". ويُعد هذا التقدير من الكاتب محمود السعدني شهادة قوية على إنجازات الشيخ محمد سلامة وتأثيره على قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي.

الشيخ محمد سلامة يرفض القراءة في إذاعة القرآن الكريم
اعتقد الشيخ محمد سلامة أن قراءة القرآن في الإذاعة محرمة، لذلك رفض في البداية قراءة القرآن في إذاعة القرآن الكريم، إذ كان يرى أن القرآن الكريم يجب أن يُقرأ في المساجد فقط. في عام 1948، تراجع الشيخ سلامة عن موقفه من قراءة القرآن في الإذاعة. حدث ذلك بعد صدور فتوى من الأزهر الشريف تجيز قراءة القرآن في الإذاعة. بدأ الشيخ سلامة بعد ذلك بتسجيل تلاوات قرآنية استمرت حتى وفاته.
