ما هوعلاج الكسل في العبادة
"فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ".. علاج الكسل في العبادة وحكم السهو عن الصلاة

في زمننا الحالي، يعاني الكثيرون من التحديات التي تجعلهم يشعرون بـ الكسل في العبادة، وهو مشكلة تحتاج إلى حلول عملية وبسيطة، ويمكن التغلب على هذا الكسل من خلال بعض الإجراءات البسيطة مثل تحديد الأولويات الدينية وإدراك أهمية العبادة في حياة المسلم، من الضروري أيضًا تنظيم الوقت وتخصيص جزء منه لأداء الطاعات المفروضة بانتظام، وبناء عادات يومية تساهم في تعزيز الروحانية وزيادة الانضباط الديني، مثل قراءة القرآن والذكر والدعاء.
ما هو علاج الكسل في العبادة؟
نتعرض من حين إلى أخر إلى شعور بالفتور في الطاعات والعبادات، فتضعف همتنا وتقل عزيمنا، وما ذلك إلا لانصراف القلب إلى مشاغل الحياة، فالهمة عمل قلبي، والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه، وكما أن الطائر يطير بجناحيه، كذلك يطير المرء بهمته في سماء الطاعات، فتحلق به إلى أعلى الآفاق، طليقةً من القيود المادية والشهوات التي تكبل الأجساد، وإليك الحل.
قد حثنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على أن نعلي من همتنا في الخير في مواضع كثيرة، يقول تعالى: "فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ"، وقال جل وعلا: " يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ"، وقال كذلك: " مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا"، وحث على ذلك بقوله: "فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ".
لكي تجعل بينك بين الكسل وقاية، عليك بتقوى الله عز وجل، فكلما ابتعدت عن الذنوب والتقصير في حقِّ الله كلما يسَّر الله لك النشاط والقرب منه؛ يقول الله تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا"
وعليك بعدم التسويف والتأخير وعدم انتظار الغد لفعل ما تريده من خير؛ فالتسويف من عمل الشيطان، فإذا أردت إصلاح هذا الأمر فلتكن البداية من يومك هذا دون تأخير.
وعليك بهذا الدعاء؛ فعن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ" أخرجه البخاري.

حكم من يتكاسل عن الصلاة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الصلاة عماد الدين من هدمها فقد هدم الدين ومن تركها عمداً منكراً لها فقد كفر بإجماع الآراء.. ومن تركها سهوا فهو غافل.
وأضاف جمعة في فتوى له بإحدى البرامج الفضائية قائلاً: "الصلاة مفروضة على المسلم سواء سمع الأذان أو لم يسمعه، وقت دخول كل صلاة معروف عند الجميع ، فمن تركها تكاسلاً وهو يتذكرها ويسمع المؤذن ويشاهد الناس تصلي بالمسجد فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، ويجب عليه مراجعة نفسه والانتظام في أداء الصلاة".
وتابع: الصلاة شرف للعبد قبل أن تكون تكليفاً، ويكفي المؤمن شرفاً ان يسمح الله له بالوقوف بين يديه يناجيه ويدعوه بما يريد، وذلك بالصلاة، فيتوضأ المؤمن ويصلي ركعتين ويدع الله تعالى بما يشاء.
كما قال الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الصلاة عماد الدين من أقامها أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين كما أن تاركها ليس بكافر كما يقول البعض، وإنما هو شخص آثم وفاسق ومجرم، هذا إن كان تركها كسلاً أو تقصيراً فقط وليس جاحداً ناكراً لها .

وأضاف ممدوح خلال البث المباشر على صفحة دار الإفتاء، قائلا: أن تارك الصلاة تكاسلا رجل مسلم يجوز لنا الأكل من ذبيحته أو من طعامه وزوجته تعيش معه بشكل طبيعي ونصلي عليه ويدفن في مقابر المسلمين .
أما كفارته فعليه أن يتوب ويستغفر الله وأن يقلع عن ما يفعله من ذنب ويواظب ويحافظ على الصلاة وكذلك يجب عليه قضاء الصلوات الفائتة بأن يصليِ مع كل فرض فرض بنية القضاء.
تابع أحدث الأخبار عبر