شهود تحت الطلب.. «مقاهي الزنانيري» للراحة ومأرب أخرى

المقاهي المحيطة بالمحاكم ليست فقط للجلوس والراحة، وتناول المشروبات، ولكن لها مآرب أخرى، يعرفها المحامين جيداً، ويكون دور القهوجي بهذه المقاهي أكبر من تقديم المشروبات، فهو على دراية كاملة بغالبية المحامين المترددين على المقهى، فإذا كنت تحتاج إلى محامي سيرشدك للمحامي المطلوب، وإذا كنت بحاجة إلى شاهد سيرشدك إلى الشاهد المطلوب أيضاً.
مقاهي الزنانيري.. محامون تحت الطلب وشهود زور
تحيط محكمة الزنانيرى عدة مقاهٍي، ثلاثة منها تتمتع بشهرة كبيرة، وجميعها معروفة باسم مقاهى الزنانيري حيث لا يوجد أسماء محددة لهذه الأماكن، ويتم تسميتها تبعاً للمحكمة الموجودة في الدائرة الواقعة بها هذه المقاهي.
يوجد المقهى الأول أمام مبنى محكمة الزنانيري مباشرة، واثنان فى شوارع جانبية مجاورة للمبنى، ولأن محكمة الزنانيري، مختصة بدعاوى الأحوال الشخصية، يحتاج بعض المواطنين إلى شهادة زواج أو إعلام وراثة، والذى لا يستلزم طبقاً للقانون سوى حضور شاهدين اثنين، وتكون الشهادة سماعية فقط، أى تأكيد خبر وفاة الشخص المستهدف فى القضية فقط، لذلك يلجأ المتقاضى فى بعض الأحيان إلى إحضار شاهد فى حال اعتذار أحد الشهود فى قضيته، كحل بديل لتأجيل الجلسة.
دور القهوجي في محكمة الزنانيري
فى هذه الحالة يكون حاجب المحكمة هو همزة الوصل بين الشاهد تحت الطلب والمتقاضى، الذى يرغب فى شاهد لإثبات عقد زواج أو شاهد على حدوث وفاة فى قضية إعلام وراثة، وبعد انتهاء دور الحاجب فى إرشاد المتقاضى للمقهى المقصود، يبدأ هنا دور "القهوجي"، الذى يعمل بعيداً عن مالك المقهى، ويكون على معرفة بهؤلاء الشهود، ويقوم بجلب الزبائن لهم نظير الحصول على عمولة من الشهود، بعد انتهاء المهمة، فيما يحصل الشاهد على مبالغ من 50 لـ 200 جنيه، حسب طبيعة الشهادة والقضية المنظورة.
تابع أحدث الأخبار عبر