فضل الصدقة في رمضان .. 4 منازل يغفل عنها قبل شهر الخير

شهر رمضان هو شهر الرحمة ومضاعفة الأجر، والتكفير عن الخطايا والذنوب، فالرابح من استغل هذا الشهر الكريم في أداء الطاعات والعبادات، ويتضاعف أجرَ بذل الصدقات في شهر رمضان عن غيره من الشهور، لأنه موسم الخيرات والبركات.

وكان النبيَّ عليه الصلاة والسلام أجود الناس عطاءً بالخير، وكان أكثر جوده في شهر رمضان، كما أخرج البخاري في صحيحه، عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، قال: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ في رَمَضَانَ، حتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عليه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ، كانَ أجْوَدَ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ، والمراد بالجود في الحديث كما بين الإمام بن حجر رحمه الله: إعطاء كلّ مايجب إلى من يجب إليه ، أي أن الجُود أعمّ وأشمل من الصدقة.

والله سبحانه وتعالى يعتق الناس في رمضان ويجود عليهم ويرحمهم، والله يرحم من عباده الرُّحماء، فمن رحم الناس وجاد عليهم فالله يجود عليه ويرحمه. إنّ الجمع بين الصدقة والصيام من أسباب دخول أعلى الجنّة، كما قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:"إنّ في الجنّة غرفاً يُرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها"، قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: "لمن طيَّب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلّى بالليل والناس نيام"، فلعلّ هذه الخصال تجتمع كلّها في رمضان.

الصدقة في الإسلام 

الصدقة في الإسلام هي ما يدفعهُ المسلم رغبةً وتطوّعاً لوجه الله تعالى، دون أن يتبعها بالمنّ والأذى، فالصدقة ليست واجبة ولا حرج على من لم يؤديها، إنما ينالُ فاعلها فضلاً وأجراً عظيماً في الدنيا والآخرة، إذ ورد ذكرها في العديد من الآيات والأحاديث الشريفة، ومنها:

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، عَنِ اَلنَّبِيِّ ﷺ قَالَ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اَللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ.‏.‏." فَذَكَرَ اَلْحَدِيثَ وَفِيهِ: "وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ".

- كما أن الصدقة طريقٌ لتوبة المُذنبين وعودة الغافلين، إذ قال تعالى في قرآنه الكريم: " أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104)".

- "إن المُصَّدِّقين والمُصدِّقت وأقرضو الله قرضًا حسناً يُضعف لهم ولهم أجرٌ كريم".

الجود والعطاء في شهر رمضان المبارك

يُقبلُ علينا شهر رمضان الكريم مرّةً كلَّ عام بمثابةِ فرصة لتوبة المذنبين وزيادة قرب الطائعين، فلا يمكن أن يكونِ حالنا في رمضان كما كان عليه قبل رمضان، إذ علينا الاِجتهاد في أداء الطاعات ونهل الخيرات، وذلك اِقتداءً برسولنا الأعظم الذي أبرز فضل الزكاة في رمضان.

عن أنس رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: "أفضل الصدقة صدقة في رمضان"، وعن اِبن عبّاس رضي الله عنهما قال: "كانَ رسولُ الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فالرسول الله ﷺ أجودُ بالخير من الريح المرسلة".

فضل الصدقة في رمضان 

- تمنية الإيثار لدى النفس: أداء الصدقة في رمضان هي تدريبٌ عمليّ على التحرر من سيطرة الشهوات والملذّات، إذ تساهم في تنمية الزهد في المال وإيثار مساعدة الفقراء والمحرومين والتغلّب على سطوة النفس البشرية.

- البذل والعطاء يقرب المجتمع من بعضه: فتعزّز الصدقة أواصر المحبّة والتآخي بين المسلمين وتنشر المحبة والسلام بينهم، عدا عن دورها الكبير في إنعاش الاِقتصاد ودورات المال.

- تطهير للمال والنفس: قال تعالى: حيث قال الله تعالى " خُذْ من أموالهم صدقةً تطهرهم وتزكيهم بها وصلِّ عليهم إن صلواتك سكنٌ لهم".

- السعة في الرزق: فالصدقة تكون سبب في زيادة الرزق، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل".

تابع أحدث الأخبار عبر