الحادثة يستعرض الآثار النفسية على المشاهدين بسبب برنامج رامز جلال
برنامج رامز جلال في العيادة النفسية.. ماذا فعلت برامج المقالب في المصريين؟

مع بداية الشهر الكريم يحدث برنامج المقالب الخاص بالفنان رامز جلال حالة من الجدل بين مؤيد لمثل هذه البرامج ومعارض لها وخاصة أن برنامج رامز الذي يعرض هذا العام باسم “رامز نيفر إند”، ويتعرض فيه الضيف للمخاطر والإهانة، وهو الأمر الذي يؤثر على الصحة النفسية والجسدية للمشاهدين
لذا قام موقع الحادثة بسؤال الاستشارين النفسيين حول تأثير برامج المقالب النفسي على المشاهد وخاصة برنامج رامز خلال، حيث قال جمال فرويز استشاري الطب النفسي إن رامز جلال فنان يحبه ويقدره في أعماله الدرامية والسينمائية ككوميديان، ولكن في برنامجه الخاص بالمقالب هو لا يثير سوى الشفقة؛ لأنه يتعمد إهانة إنسان رغم أن البعض يراها مزحة.
فرويز: إرهاب وترهيب لا فائدة منه
وأشار فرويز إلى أن ردود الفعل تختلف من شخص لآخر، فهناك شخص متزن لا يتقبل الإهانة وشخص آخر يتقبل أى شىء من باب أكل العيش.
وأضاف فرويز أن هذه المواقف قد تسبب الوفاة، وتساءل: ما هو وجه الإفادة من تعريض شخص للإهانة ومضاعفات كبيرة تؤثر على صحته؟
وتوجه بنصيحة لصناع العمل باستغلال الإمكانيات المتاحة بعرض برنامج كوميدي رائع جدا بدون السخرية من أحد، وإعطاء نوع من الكوميديا البسيطة، ولكن الحقيقة أن ما يقدمه رامز جلال هو مجرد إرهاب وترهيب مقابل ذلك، وكله يضحك على الآخر.
وليد هندي: يخلق شخصيات سادية وسيكوباتية تتقبل الإهانة وتتلذذ بتعذيب الآخرين
وفي نفس السياق قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن برامج المقالب انتقلت من مرحلة التلقائية التى يوجد بها فطرة شديدة وشغف وتجديد، وتعبير عن المشاهد الشخص العادى، ليكون هو معبرا عن المشاهد العادي؛ فبالتالي كان قريبا من الناس بدون إيذاء للنفس، ويعطي شعورا بالسعادة وإحساسا بالبساطة.
وأشار هندي إلى أننا انتقلنا من هذه المرحلة إلى مرحلة الضحك المصنوع بإظهار نجوم متفق معهم مقابل مبلغ مالي للابتذال، فيخرج أشخاصا وأطفالا غير متزنين مما يشاهدونها، فأصبحت هذه البرامج تمتاز بالجمود بتقديم صورة مصنوعة وفجة وكأنها آلة تهدم الذات.
وأضاف أن هذه الذات له آثار نفسية كبيرة من بينها تفريغ الشهر الكريم من مضمونه الروحي والعمل على اختلال الهوية ومشاهدة ضرب وتعذيب.
ولفت هندي إلى أنه حتى الأعمال الدرامية قديماً كانت تتماشى مع شهر رمضان، فتعطى إشباعا روحيا وقيميا، مثل مسلسلات كالشهد والدموع وليالي الحلمية.
برامج المقالب تخلق أطفالا مضطربي الهوية
وأضاف هندي أن هذا البرنامج يهدم القيم، ويجعل الطفل مضطرب الهوية؛ لأن رمضان يكون بالنسبة له هو عنف وضرب من الحادث أمامه في برامج المقالب، كما أنه يرسخ للسادية، مثل القسوة وفرط القوة والاستمتاع بتعذيب الآخرين والتلذذ بتعذيب الآخر، وهو يقدم وجبة دسمة للسادية والتلذذ بمشاهدة كل أنواع العذاب.
وفما يتعلق بتأثير هذه البرامج على الطفل قال هندي إنها من الممكن أن تنتج لطفل مازوخي يتلذذ بتعذيب ذاته من مشاهدة الشخص الذي يتعرض، ويتقبل الإهانة والتحقير، ويتعامل مع هذا على أنه طبيعي.
وأشار إلى أن هذه البرامج تهدم الشخصية المصرية، وتخرج شخصا ليس لديه تقدير لذاته ومصابا بهلع.
برنامج رامز يرسخ قيم الكذب والخداع
وكشف أن بعض الشخصيات يكونون على علم بالمقالب، وهذا يرسخ قيم الخداع والكذب والتضليل، ويخرج أطفالا وأجيال خداعة ومتلونة نتيجة مثل هذه البرامج، بالإضافة إلى المبالغ المالية التي يتحصل عليها الضيوف، وترسخ الميكافيلية، وهي مبدأ أن الغاية تبرر الوسيلة، فيخرج جيل يتقبل الإهانة وأى شىء مقابل المال، أو أن يكون الشخص برجماتيًّا بمعنى أنه شخص نفعي، وأن يفعل أى شىء مقابل المنفعة.
وتابع هندي: قد يخلق شخصية سيكوباتية، وهى الشخصية التي تستهين بقيم المجتمع، ويكون شخصا خداعا من خلال ما يشاهده من قبل الضيف أو مقدم البرنامج، ويكون لدى الطفل سلوك ضد المجتمع ويطفئ قيم مثل المروءة والشجاعة، وهو ما رسخه البرنامج برؤية الضيف يتعرض للإهانة ولا يحرك ساكناً، فيظهر الجيل الذي يكتفي بتصوير المشاهد الكارثية دون أن يحرك ساكناً، وهذه البرامج تؤثر سلبياً في تكوين الضمير، وتنتج ضميرا مشوها ومنحرفا وميتا، ويقدم على مجموعة من الأفعال غير المقبولة مستقبلا.
واستكمل هندي: كما أنها تهدم القيم التي تعودنا عليها من تقدير الكبار، وعندما يرى نجوما كبيرة في السن تتعرض للتهكم والسخرية والإهانة ورموزا فنية ورياضية نراها بمنظر مهين في البرنامج، هذا يهدم في أذهان الأطفال والأجيال القادمة الرموز، ويتعلم الأطفال الألفاظ النابية والمتدنية من خلال هذه البرامج، كما أنها تعرض الأطفال للنبذ الاجتماعى، وتخرج شخصا سيئا.
