دموع أب وآلام أم
رحيل صاحبة الابتسامة الهادئة في موعد امتحانها

مأساة جديدة، الفتاة الصغيرة، آلاء عزت، ابنة قرية فيشا الصغرى التابعة لمركز الباجور بالمنوفية، الطالبة بالفرقة الأولى بكلية التربية النوعية جامعة المنوفية والتى كانت تستعد لأداء امتحان نصف العام، لكن طائر الموت كان يحلق فوقها، يراقبها حتى أخذ روحها فى نفس الوقت المقرر لها أداء الامتحان.
رحيل ملاك المنوفية
الطالبة الهادئة، صاحبة الابتسامة الجميلة، كعادتها استيقظت لتصلي الفجر مثل كل يوم، أمسكت بالمصحف، وأخذت تقرأ القرآن، فور انتهائها، أبلغت والدتها أنها سوف تنام ساعة قبل الامتحان واستأذنتها أن توقظها من النوم حتى تذهب إلى الكلية، ومر الوقت وذهبت والدتها حتى توقظ فلذة كبدها فإذا بها تجدها دون حركة، صرخت الأم، وتجمع أقاربها وجيرانها، ونقلوا الطالبة إلى المستشفى، إلا أنها فارق الحياة وخرجت روجها إلى بارئها.

قال والدها: "كانت تساعدني في مصروفات البيت فكانت تعمل فى إحدى صيدليات القرية وكانت محبوبة من الجميع وقبل وفاتها سهرت معى ومع والدتها حتى الساعة الواحدة وضحكت كثيرا معنا ثم ذهبت للنوم واستيقظت لصلاة الفجر ثم قرأت القرآن الكريم وقالت لأمها سوف أنام واستأذنت والدتها أن توقظها حتى تذهب لأداء الامتحان وبعد نصف ساعة ذهبت نادتها أمها فلا ترد، أسرعت ناحيتها لكنها فاقدة الكلام والحركة وتوفيت فجأة.
أخلاق تسير على الأرض
وأضاف والدها، أنها كانت فتاة هادئة، حسنة السمعة، أخلاقها تتحدث عنها، الجميع من زميلاتها وجيرانها يحبونها، كانت ابتسامتها لا تغادر وجهها، لا تريد أن يغضب منها أحد، تحمل قلبا متسامحا يسع الجميع، كنت لا أعتبرها ابنتي ولكنها كانت أختى وصديقتي وأمي وكل شيء، كانت تحب الخير لجميع أهل القرية، ونقلناها إلى المستشفى في محاولة للاطمئنان ربما تكون فاقدة الوعي لكن أكد الطبيب لنا أنها فارقت الحياة، هنا لم أشعر بنفسي وانتابتني حالة من فقدان الوعي مؤقتا، لكن تماسكت حتى أستطيع أن أكمل إجراءات دفنها، لم أستطع أن أقصر معها، فهي مثل الملاك لهذا لم تجلس معنا كثيرا، وهي في مكان أفضل الأن.
دموع أب فارقته ابنته
ونوه والدها، بأن عميد الكلية وزملائها بالفرقة الأولى وزملائها بالمرحلة التعليمية قدموا بنعي الفقيدة بقولهم حسن الخاتمة نالتها آلاء، مضيفا أنه شاهدها بعد وفاتها وكان وجهها يحمل نورا وابتسامة هادئة كعادتها، وظل يترحم عليها وهي يبكي في مشهد مأساوي.