أحدث الأخبار
الأحد 20 أبريل 2025
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

الردود على أكثر أسئلة الملحدين تشكيكًا في العقيدة

طوفان الإلحاد يخترق عقول المسلمين.. كيف تصدى الأزهر والإفتاء والبحوث الإسلامية له؟

دار الافتاء
دار الافتاء

العديد من المؤسسات الدينية تحارب ظاهرة الإلحاد، والتي انتشرت بشكل كبير فى الآونة الأخيرة، وخاصة بين الشباب؛ مما حدا بدار الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية والأزهر الشريف إلى تخصيص مجموعة من الباحثين وإعدادهم للنظر فى هذه الظاهرة والوقوف على أسبابها، بالإضافة إلى مجموعة من المتخصصين فى علم النفس والفلسفة.

 

مصدر أمني: قناة صوت الأزهر الفضائية لا تبث من مدينة الإنتاج الإعلامي

 

فعلى سبيل المثال أقام مجمع البحوث الإسلامية عدة حملات توعوية، فضلاً على القوافل فى مختلف المحافظات لمواجهة الإلحاد والتطرف.

كما أقام مجمع البحوث الإسلامية العديد من المنتديات والحلقات النقاشية، من بينها ثلاثة منتديات حول ظاهرة الإلحاد وحدها، وخصص المجمع مسابقة بحثية خاصة بالإلحاد؛ للتصدى لهذه الظاهرة ومحاربة الخطاب الديني المتشدد الذى يصدر من قبل الدعاة المتشددين.

 

كتب الأزهر الشريف لمواجهة الإلحاد

وإلى جانب الندوات أتاح الأزهر الشريف عدة كتب عُرضت فى معرض الكتاب الأخير؛ لمناقشة قضايا الإلحاد، منها "حوار الإيمان والإلحاد" من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية، ويتناول الكتاب مناقشة قضية الإلحاد والرد على أنصارها وتفنيد شبهاتهم، وكتاب في "مواجهة الإلحاد المعاصر وعقائد العلم"، وكتاب "الأدلة المادية على وجود الله"، وكتاب "حوار مع صديقي الملحد"، وكتاب "الإيمان بالله في عصر العلم.

 

«الإفتاء»: تجسس أحد الزوجين على الآخر «حرام»

 

دار الإفتاء تتصدى للإلحاد

وبدورها دربت دار الإفتاء مجموعة من أمناء الفتوى داخليًّا وخارجيًّا على كيفية مواجهة قضايا الإلحاد، وتلك الوحدة تعمل حاليًّا في سرية تامة من حيث نوعية الأسئلة المطروحة، وصاحب السؤال، وتعمل بانعزال عن مسار كل الأسئلة الشفوية، وذلك في صبر تام مع السائل الذي يتعرض لقضايا الإلحاد ولديه مشكلة في الفهم، حيث تتم مناقشته لعدة ساعات مع المتخصصين، وقد تستمر المناقشة على مدار عدة مرات.

 

طبيعة الأسئلة عن الإلحاد

وفيما يتعلق بالأسئلة المتعلقة بظاهرة الإلحاد التي تأتي لدار الإفتاء، فهي تكون إما حول وجود لغط وسوء فهم لدى الشخص المتلقي للفهم، وتتنتهي بمجرد النقاش لمدة قليلة، ويعدل عن مثل هذه الأفكار، أو يكون صاحب علم ولديه العديد من الاستفسارات، وهنا قد يطول النقاش لفترة طويلة حتى يعدل هذا الشخص عن أفكاره، وقد يكون صاحب الأفكار الملحدة مضطربا نفسيا، وهنا تحيله دار الإفتاء للمتخصصين؛ لأن هنا المشكلة تكون ذات طبيعة نفسية فى الأساس وليست دينية.

 

أبرز الأسئلة الواردة حول ماهية الذات الإلهية ومن بينها

موقع الحادثة يستعرض أبرز الأسئلة التي تلقتها دار الإفتاء، وردودها عليها، ومنها:

هل يوصف الله تعالى بالذكورة أو الأنوثة؟

وجاء الرد من دار الإفتاء أن هذا السؤال ليس صحيحًا؛ لأن السؤال حتى يكون صحيحًا فلا بد أن يكون هناك علاقة بين مفرداته علاقة عقلية ولفظية وواقعية، يعني بالعقل وبالألفاظ وفي الواقع الخارجي المشاهد، وحتى يتضح لك الكلام إليك هذا المثال:

لو قال لك قائل: هذا الدولاب الخشبي الذي في غرفة نومك هل يشعر بالحر أو بالبرد؟ فإنك لا تستطيع أن تجيب بأن الدولاب يشعر بالحر ولا أنه يشعر بالبرد؛ لأن الدولاب ليس من شأنه الشعور لا بالحر ولا بالبرد؛ لأن خواصه مختلفة عن خواص البشر الذين يشعرون بالحرارة والبرودة.

فالإجابة الصحيحة التي يجاب بها عن هذا السائل أن هذا السؤال ليس صحيحًا؛ لأن الدولاب ليس ممن يشعر بالحر ولا ممن يشعر بالبرد.

ولذلك نقول: إن السؤال ليس صحيحًا، ولله المثل الأعلى؛ فالله تعالى ليس مماثلا للبشر حتى يكون ذكرًا أو أنثى، وهذا المعنى هو الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز حيث قال: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى 11].

فالمقصود بالآية الكريمة أن الله تعالى لا يماثله أحد من خلقه؛ وبالتالي لا يماثل هو سبحانه وتعالى أحدًا من خلقه في كل صفات الخلق من الشكل والهيئة والخواص والذكورة والأنوثة وسائر الصفات، فالرب رب والعبد عبد وهناك فارق بين المخلوق والخالق.

وأوضحت الإفتاء أن الإشارة في قوله الله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ ليست من قبيل ضمير المذكر الذي هو مقابل ضمير المؤنث، وإنما مراد الآية الكريمة أن تدل الخلق على الله تعالى بما تفهمه أذهانهم وليس المراد الذكورة المقابلة للأنوثة مطلقًا؛ لأن استعمال ضمير الغائب "هو" للإشارة إلى المفرد المذكر وضمير الغائبة "هي" للإشارة إلى المفردة المؤنثة هذا كله من خواص اللغة المتعلقة بخطاب الآدميين، لكن اللغة في التعريف بالله تعالى لا تنطبق عليها هذه الخواص.

 

حكم الدين في «تجارة مستحضرات التجميل وتاتوه الشفايف والإكريليك والبواريك».. الإفتاء تجيب

 

سؤال آخر حول أن شعائر الحج من الشعائر الوثنية ؟

وجاء سؤال لدار الإفتاء أنه في القرآن: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ • لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ • ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 27 - 29]. فأعمال الحج هذه ما هي إلا شعائر وثنية، باقية من الجاهلية، مثل الطواف، ورمي الحجارة، وتقبيل الحجر، والنحر وغيرها، فلماذا أبقى رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم هذه الشعائر الوثنية بعدما انتصر على أهل مكة وهدم الأصنام؟

وكان الرد كالتالي:

الحج من مِلَّة إبراهيم عليه السلام الذي أمرنا الله تعالى أن نتَّبع مِلَّته، وقد أمره الله عز وجل أن يُؤذِّن في الناس بالحج.

ومن المعلوم أن جميع الأنبياء والرسل دينهم واحد، وهو الدعوة إلى توحيد الله عز وجل، وإن كانت هناك بعض اختلافات في الشرائع بينهم، فإنها متقاربة والهدف منها واحد، قال صلى الله عليه وسلم: «الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ».(1)

والحجُّ شَعِيرَة من القَدْر المشترَك بين شريعة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وشريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، وقد ظل الحج يُؤدَّى بالشعائر التي علَّمها إبراهيم عليه السلام للناس فترة كبيرة من الزمن بعده، ثم أُدْخِلَت عليه بعض الطقوس التي أفسدته وحرَّفته، ومن مظاهر هذا الإفساد إقامة بعض الأصنام حول بيت الله الحرام، وطواف المشركين بها وهم عرايا، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً﴾ [الأنفال: 35]؛ أي صفيرًا وتصفيقًا (2)، فجاءت شريعة سيدنا محمَّد صلى الله عليه وسلم وصحَّحت ما أفسده هؤلاء وأعادت للحج شعائره الصحيحة.

وأعمال الحج ليست من اختراع الأنبياء، ولكنَّها تكليف من الله عز وجل.

وهذه الأعمال قائمة على الاستجابة لأمر الله عز وجل، فالطواف، والسعي، والنحر، وتقبيل الحجر، وغيرها من أعمال الحج لا تُقصد لذاتها، بل المقصود منها هو الامتثال لأمر الله تعالى، وإظهار الطاعة له. فالحج مظهر من مظاهر التوحيد لله عز وجل، وشعار الحجيج: "لبيك اللهم لبيبك، لبيك لا شريك لك لبيك" دليل على هذا.

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند تقبيل الحجر الأسود: "إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَولا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ". (3)

وأعمال الحج لا يستفيد الله عز وجل منها لنفسه شيئًا، وإنما المقصود منها أن يُحَصِّل عباد الله التَّقوى بانصياعهم لأمر الله، قال تعالى: ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الحج: 36، 37].

 

سؤال حول أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان معدد للزوجات لحبه للنساء ؟

وأجابت دار الإفتاء عن سؤال جاء فيه أنه في القرآن: ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا﴾ [النساء: 3]. وقد ذكرت الكتب المؤلفة عن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم أنه تزوَّج أكثر من إحدى عشرة امرأة، فكيف يكون رسول من رسل الله بهذه الصفة؟

وقالت: مبنى هذه الشبهة أن السائل قد خلط بين طبائع البيئات المختلفة، فلكل عصر طبيعته التي يتأثر بها من يعيش فيها، وعصر الرسول صلى الله عليه وسلم قد انتشر فيه تعدد الزوجات، واتخاذ الجواري، ومع ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن زواجه رغبة في كثرة النساء كما أشار السائل، وإنما كان زواجه صلى الله عليه وسلم يرجع إلى أسباب اجتماعية وتشريعية وسياسية يمكن بيانها على النحو التالي:

 

أولًا: الأسباب الاجتماعية:

زواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها، وهذا نضج اجتماعي، بحيث يتزوج الرجلُ المرأةَ العاقلة الرشيدة، وكان عليه الصلاة والسلام في سن الخامسة والعشرين وظلت معه وحدها حتى توفيت وهو في سن الخمسين.

تزوَّج بعدها بالسيدة سودة بنت زمعة وكانت أرملة؛ لحاجة بناته الأربع إلى أم بديلة ترعاهن وتُبَصِّرهن بما تُبَصِّر به كل أم بناتها.

حفصة بنت عمر بن الخطاب تزوجها بعد وفاة زوجها إكرامًا لأبيها سـ3هـ.

السيدة زينب بنت خزيمة استشهد زوجها في غزوة أحد فتزوجها سـ4هـ.

السيدة أم سلمة هند بنت أمية توفي زوجها ولها أولاد فتزوجها سـ4هـ.

فقد تبين من الزيجات السابق ذكرها أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج بأرامل الشهداء الذين قُتِلُوا في جهاد المسلمين للمشركين لتطييب نفوسهن، ورعاية لأولادهن، فكان هذا تعويضًا من الله عز وجل لهن.

 

ثانيًا: الأسباب التشريعية:

زواجه من السيدة عائشة رضي الله عنها كان بوحي، حيث رأى في المنام أنه تزوجها، ورؤيا الأنبياء وحي.

زينب بنت جحش زوجة زيد بن حارثة الذي كان يُدْعَى زيد بن محمد بالتبني، فنزل قول الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ﴾ [الأحزاب: 4] ﴿ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ [الأحزاب: 5] وبعد خلاف مع زوجها طُلِّقت منه، وأُمِرَ الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها لإقامة الدليل العملي على بطلان التبني، وذلك سنة خمسة للهجرة.

 

ثالثًا: الأسباب السياسية:

كان لبعض زيجات الرسول صلى الله عليه وسلم بُعد سياسيٌّ من حيث ائتلاف القلوب والحدِّ من العداوة وإطلاق الأسرى... إلخ، ومِن ذلك:

زواجه بالسيدة جويرية بنت الحارث، سيد بني المصطلق، من خزاعة، وقعت في الأسر، تزوجها سنة 6هـ.

والسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، تنصَّر زوجها وبقيت هي على إسلامها، وكان للزواج منها كبير الأثر في كسر حِدَّة أبي سفيان في العداء للإسلام، حتى هداه الله.

والسيدة صفية بنت حيي بن أخطب كانت من سبي خيبر أعتقها الرسول وتزوجها سـ7هـ.

والسيدة ميمونة بنت الحارث تزوجها سـ7هـ.

مات من هؤلاء اثنتان في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهما: خديجة، وزينب بنت خزيمة، وتوفي الرسول صلى الله عليه وسلم عن تسع.

وأما الجواري فهما مارية القبطية التي ولدت إبراهيم وتوفي صغيرًا، وريحانة بنت زيد القرظية.

إذن التعدد بدأ في سن الثالثة والخمسين من عمره، فهل هذا دليل الشهوة؟ ومن يشتهِي هل يتزوج الثيبات وأمهات الأولاد والأرامل؟ كيف وقد عُرِضَ عليه خيرة بنات قريش فأبى؟!

إن التعدد منه صلى الله عليه وسلم كله كان لحكم منها -فضلًا عما سبق- بيان كل ما يقع في بيت النبوة من أحكام عملًا بقوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا﴾ [الأحزاب: 34] ولتتشرف به قبائل العرب بمصاهرته لهم، وللزيادة في تألفهم لذلك، ولتكثر عشيرته من جهة نسائه فيزداد أعوانه على من يحاربه. ولنقل الأحكام الشرعية التي لا يطلع عليها الرجال؛ لأن أكثر ما يقع مع الزوجة مما شأنه أن يختفي مثله.

 

ما حكم التشويش على المصلي أثناء صلاته أو إضحاكه؟.. «الإفتاء» تُجيب

 

سؤال حول أن الله تعالى يستلقي على العرش ويضع إحدى رجليه على الأخرى؟

وأجابت دار الإفتاء أن: الافتراء على الله تعالى بأنه يصيبه التعب فيستريح منه هو قول أهل الجحود والكفر من اليهود وغيرهم، وقد رد الله عليهم بقوله: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ [ق: 38]، واللغوب: هو التعب والإعياء.

ويدخل في هذا الافتراء: نسبةُ الاستلقاء إلى الله تعالى وأنه وضع إحدى رجلَيه على الأخرى؛ فإن ذلك مظهرٌ من مظاهر الاستراحة مِن التعب بعد العمل الشاق. تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.

فليتقِ الله أولئك المدَّعون على الله بغير علم، ولْيحذروا الانسياق خلف المنكر والباطل من الروايات الموجودة في بعض الكتب من غير دراية ولا دراسة ولا تمحيص؛ فإن القولَ على الله بغير علم قَرِينُ الشرك؛ قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾.

 

أين الله؟ وهل هو في السماء كما يقول بعض الناس؟ وكيف نرد عليهم؟

الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء كما أخبر سبحانه عن نفسه في كتابه العزيز، حيث قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الشورى: 11]. ونخبره بأنه لا ينبغي له أن يتطرق ذهنه إلى التفكر في ذات الله سبحانه وتعالى بما يقتضي الهيئة والصورة، فهذا خطر كبير يفضي إلى تشبيه الله سبحانه وتعالى بخلقه، ونخبره بأنه يجب علينا أن نتفكر في دلائل قدرته سبحانه وآيات عظمته فنزداد إيمانًا به سبحانه.

أما السؤال عن الله سبحانه وتعالى بـ"أين" كمسألة تفصيلية من مسائل علم الكلام وأصول الدين: فيؤمن المسلمون بأن الله سبحانه وتعالى واجب الوجود، ومعنى كونه تعالى واجب الوجود: أنه لا يجوز عليه العدم، فلا يقبل العدم لا أزلًا ولا أبدًا. وأن وجوده ذاتي ليس لعلة، بمعنى أن الغير ليس مؤثرًا في وجوده تعالى، فلا يعقل أن يؤثر الزمان والمكان في وجوده وصفاته.

فإن قُصد بهذا السؤال طلب معرفة الجهة والمكان لذات الله، والذي تقتضي إجابته إثبات الجهة والمكان لله سبحانه وتعالى، فلا يليق بالله أن يسأل عنه بـ"أين" بهذا المعنى؛ لأن الجهة المكانية من الأشياء النسبية الحادثة، بمعنى أننا حتى نصف شيئًا بجهة معينة يقتضي أن تكون هذه الجهة بالنسبة إلى شيء آخر، فإذا قلنا مثلًا: السماء في جهة الفوق، فستكون جهة الفوقية بالنسبة للبشر، وجهة السفل بالنسبة للسماء التي تعلوها وهكذا، وما دام أن الجهة نسبية وحادثة فهي لا تليق بالله سبحانه وتعالى.

فالمسلمون يؤمنون بأن الله سبحانه وتعالى قديم، أي: أنهم يثبتون صفة القدم، وهو القدم الذاتي ويعني عدم افتتاح الوجود، أو هو عدم الأولية للوجود، وهو ما استفيد من كتاب الله تعالى في قوله: ﴿هُوَ الأَوَّلُ﴾ [الحديد: 3].

وعليه: فلا يجوز وصف الله سبحانه وتعالى بالحوادث، ولا السؤال عنه بما يقتضي وصفه بذلك، فلا يسأل عن الله بـ"أين" بقصد معرفة جهة ذاته سبحانه ومكانها؛ وإنما يجوز أن يسأل عنه بـ"أين" بقصد معرفة ملكوته سبحانه، أو ملائكته، أو أي شيء يجوز السؤال عنه ووصفه بالحوادث، وعلى هذا يُؤوَّل معنى ما ورد في الشرع من السؤال بـ"أين" أو الإخبار بما ظاهره الجهة.

 

هل يمكن زواج مسلمة من رجل يعتنق الدين البهائي حتى ولو كان عقد الزواج عقدًا إسلاميًّا؟ إذا كان الجواب بالرفض، فلماذا؟

لا يَحِلُّ لمسلمة أن تتزوج من رجل يَعتَنِقُ المذهب البهائي، والعقد إن تَمَّ يكون باطلًا شرعًا، والمُعاشرة تكون زنًا مُحَرَّمًا؛ لأنَّ البهائية مَزِيجٌ من أخلاط الديانات الوثنية واليهودية والمسيحية والإسلام واعتقادات الباطنية، والبهائيون لا يؤمنون بالبعث بعد الموت ولا بالجنة ولا بالنار، ولقد ادَّعَى زعيمُهم الأول أنه أفضل من رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأن كتابه "البيان" أفضل من القرآن، وأنه خاتم النبيين، وبهذا: فمعتنق هذا المذهب ليس من المسلمين.

 

ما حكم من ادعى الإسلام، ثم ينطق أو يؤمن بما يخالف، أو أنكر نصًّا قرآنيًّا مبدأً كان أو إخبارًا؟

اتفق العلماء على أن من آمن بقلبه، ونطق بالشهادة، وعمل المطلوب منه، فهو مسلم في الدنيا وله ثواب في الآخرة، أما إذا تنكر لهذه الأسس والقواعد؛ بأن نطق بلسانه بما يخالف ضميره أو آمن بخلاف ما يعتقد فهو المنافق، وقال فيه ابن جريج: "المنافق يخالف قوله فعله، وسره علانيته، ومدخله مخرجه، ومشهده مغيبه"، قل تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسۡفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾ [النساء: 145]، ومعلوم أن القرآن نزل من عند الله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد حفظه الله من التبديل والتحريف؛ قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، فمن أنكر آيةً منه أو جزءًا منها فقد كفر بالله ورسوله؛ قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [البقرة: 121]. والله سبحانه وتعالى أعلم.

 

أود أن أعرف حكم الإسلام في رجل مسلم غير عربي ويعيش في بلد غير عربي، وهو متزوج من امرأة بوذية، ولهم أبناء، هل ما زال مسلمًا أم أن هذا كفر؟

 

 هذا الرجل ما زال مسلمًا طالما لم يصدر منه ما يخرجه عن الإسلام من قول أو فعل يتعارض مع المعلوم من الدين بالضرورة، وزواجه من امرأة بوذية لا يخرجه عن الإسلام وإن كان هذا الزواج محرمًا شرعًا؛ لأنه لا يجوز للمسلم أن يتزوج بغير المسلمة إلا إذا كانت كتابية يهودية أو مسيحية، أما غير الكتابية فلا يجوز شرعًا للمسلم أن يتزوج بها، وزواجه بغير المسلمة والكتابية غير صحيح. ومما ذكر يعلم الجواب عما جاء بالسؤال.

ما حكم من يقول: إذا كانت كل العقائد تؤمن بأن العالم مدين في وجوده إلى علة أولى أو مبدأ أول هو الله في الإسلام، فإن الخطاب الديني -لا العقيدة- هو الذي يقوم بإحلال الله في الواقع العيني المباشر، ويرد إليه كل ما يقع فيه، وفي هذا الإحلال يتم تلقائيًّا نفي الإنسان، كما يتم إلغاء القوانين الطبيعية والاجتماعية، ومصادرة أية معرفة لا سند لها من الخطاب الديني أو من سلطة العلماء؟ هل يؤدي مثل هذا القول إلى الرمي بالكفر؟

الجواب:

العقيدة الإسلامية تتلخص في أن هذا الكون بما فيه ومن فيه صدر عن الله تعالى من عالم الخلق، وأن الله تعالى أنزل على عباده وحيه الذي صدر عنه من عالم الأمر؛ فأمرهم بالعبادة والعمارة والتزكية، فقال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، وقال عز وجل: ﴿هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱسۡتَعۡمَرَكُمۡ فِيهَا﴾ [هود: 61]، وقال سبحانه: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّاهَا ۞ وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾ [الشمس: 9-10]، وأن الله تعالى لما خلق الخلق لم يوجده ثم تركه، بل الخلق قائم بالله تعالى، بمعنى أن وجوده مُستَمَدٌّ من وجود الله تعالى؛ فهو يخلقه خلقًا من بعد خلق ويوجده إيجادًا من بعد إيجاد، بحيث لو انقطع مَدَدُ الإيجاد المستمر من الله تعالى لفَنِيَ الخلقُ وانعدموا، فهذه هي نظرة العقيدة الإسلامية إلى عالم الخلق.

فى المقابل فإن الأفكار الإلحادية تتم مناقشاتها بشكل أوسع من خلال جروبات على مواقع التواصل الإجتماعي والتى تدعو للإلحاد وتدافع عنهم.

 

«الإفتاء»: تحليل DNA لا ينفي نسب الطفل ولا يعتد به شرعًا

 

جروبات الملحدين على السوشيال ميديا 

انتشرت في الفترة الأخيرة جروبات كثيرة للإلحاد، في مقدمتها "الملحدين المصريين" و"ملحدون بلا حدود" و"جماعة الإخوان الملحدون" و"مجموعة اللادينيين" و"ملحدون ضد الأديان". كما ظهرت مواقع شخصية للملحدين، جميعها بأسماء مستعارة، فظهر "ملحد وأفتخر" و"ملحد مصري"، و"أنا ملحد".

وخلال  تطبيق الـ "clup house "  انتقلت هذه المجموعات إلى هذا التطبيق فهناك غرف كاملة لمناقشة الأفكار الإلحادية فى كل غرفة يتواجد حوالى ألف شخص بكل غرفة نقاشية حول الإلحاد ونشر افكاره وخاصة أن هذا التطبيق يتمتع بميزة أكثر خصوصية عن غيره من التطبيقات.

 

غرف لمناهضة الالحاد

هذه الغرف تعتمد على عنصر الصوت فقط كوسيلة للتواصل، ولكنها تتيح مشاركة أكبر عدد من المشاركين وتبادل النقاش؛ وبالتالى هى أكثر تفاعلية من غيرها من الوسائل جعلت الشيوخ يقبلون عليها لعمل غرف مناهضة للإلحاد كوسيلة للتصدي للملحدين ومنع انتشارهم وتسرب أفكارهم للشباب من خلال التطبيق، بينما رفض البعض الآخر الانضمام إليها، واعتبرها بابا جديدا للفتن وضياع الوقت بلا فائدة، بل اعتبره الأكثر تطرفا وحراما شرعا.

طبيعة المناقشات فى الـ " clup house"  تتحدث عن الإلحاد وإنكار وجود الله، وتسب الذات الإلهية، وفى المقابل قام بعض الشيوخ على هذا التطبيق بإنشاء غرف خاصة للرد على غرف الملحدين، وهذه الغرف تناقش الأفكار الإلحادية بشكل شبه يومى، وهدفها دعوة الشباب وتثبيت الهوية وتعزيز اليقين، وشرح كيف يفكر الملحدون والرد عليهم من خلال هذه الغرف، وأبرز هذه الغرف يقودها شيخ يُدعَى محمد سعد الأزهرى للرد على الأفكار الإلحادية.

تابع أحدث الأخبار عبر google news