مع العد التنازلي لشهر رمضان 2024.. كيف يروض الصوم الشهوة الجنسية الجامحة؟

ويستمر العد التنازلي على بدء شهر رمضان 2024، حيث باقٍ من الزمن 40 يوما على موعد الشهر الكريم، فاليوم الثلاثاء 29 يناير 2024 م يوافق 18 رجب 1445 هـ، وأول يوم رمضان 2024 بالحسابات الفلكية هو يوم الاثنين 11 مارس، وفقا لمعمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية عن موعد شهر رمضان 2024.
موعد شهر رمضان 2024
وينتظر الملايين من المسلمين شهر الصبر بفارغ الصبر، وجميعهم يدعون الله بقولهم "اللهم بلغنا رمضان"؛ لأنه فرصة لا تعوض، فاز بها من فاز، وحُرم منها من حُرم.
الفوائد النفسية لشهر رمضان
ونستكمل فوائد الصيام النفسية، والتي بدأناها أمس بالحديث عن تأجيل الإشباع الفوري، ونذكر فائدة أخرى من فوائد شهر رمضان الكريم، وهي عن الصيام وكبح جماح الشهوة الجنسية.
أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- الشباب أن يتزوجوا لمن استطاع الباءة، ومن لم يستطع أوصاه بالصيام؛ لأنه وقاية، وليس مجرد صبر امتناع عن الطعام لهدف جسدي، وإنما يكون الجوع والعطش وسيلتين لكبح جماح الشهوة الجنسية والسيطرة عليها؛ حتى لا يكون الإنسان مطيعا لها، وقد تؤدي إلى تدميره.
الصبر على الجوع والعطس يقتل الرغبة الجنسية عند الصائم، فالصائم يفطر عند الغروب، وعندها يفطر، وتعود للجسم حيويته، ومنها الرغبة الجنسية، يكون قد تدرب على أن تكون هي تحت سيطرته.
الصيام لا يضعف الشهوة الجنسية
وليس صحيحا أن الصيام يضعف الشهوة الجنسية، وإنما يسيطر عليها؛ دليل أن بعض الصحابة كانوا يختانون أنفسهم في ليالي رمضان (بمعنى يعاشرون زوجاتهم) عندما كانت المباشرة محرمة عليهم في نهار وليالي رمضان.
كيف يعالج الصيام الشهوة الجنسية؟
الصوم يقوي عزيمة الإنسان على تجيم طلبات النفس ورغباتها، وأشدها الشهوة الجنسية، فيملك المؤمن زمام نفسه، ويحول بينها وبين الوقوع في الفاحشة.
فغير المتزوج كثيرا ما تراوده أفكار وخيالات تشعل باله، ويجد الإنسان صعوبة في التخلص منها؛ حيث إن الغريزة الجنسية ضرورة شديدة في الطبيعة البشرية؛ حتى لا يزهد فيها العابدون، فينقطع نسلهم، وهم الصالحون، ويبقى نسل الفاسدين المفسدين، فالإسلام يتيح للإنسان أن يتمتع بالحياة الدنيا، ويحافظ عليه من الانغماس فيما يضيعه، بل إنه ينهى عن الزهد في إشباع الشهوة الجنسية ما دام في الحلال بدعوى التدين.
وهو ما وضح في الحديث النبوي الشريف "أَمَا واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له، لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأَرْقُدُ، وأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي". رواه أنس بن مالك.
فائدة الصوم في أنه يقضي على الانشغال الوسواسي بالجنس، ولا يقضي على الرغبة الجنسية، وإنما تكون لدى الصائم القدرة على الاستجابة للمثيرات الجنسية مع الصبر عليها دون أن تسوقه إلى الانحراف.
كما أن الصيام يوجب على الصائم أن يغض بصره، وهذا من الوقاية التي هي خير من العلاج، ومع الصلوات وقراءة القرآن وقيام الليل تكون النفس قد تم ترويضها والسيطرة على أخطر ما يضيعها، وهو الانسياق وراء الشهوة الجنسية الجامحة.
تابع أحدث الأخبار عبر