في عيدها الـ 72.. سر اختيار وزارة الداخلية يوم 25 يناير عيداً للشرطة

تحتفل قيادات وزارة الداخلية وضباطها وأفرادها وكبار المسئولين ورجال الدولة، بالذكرى الـ72 لعيد الشرطة، وذلك وسط مشاركة شعبية كبيرة خلال الأيام المقبلة .
ويوافق عيد الشرطة يوم 25 يناير من كل عام لتخليد ذكرى معركة الإسماعيلية 1952 التي راح ضحيتها نحو 50 شهيدًا و80 جريحًا من رجال الشرطة المصرية.
الذكرى لـ 72 لعيد الشرطة
ويظل يوم "25 يناير" شاهدًا على بسالة رجال الشرطة المصرية برفضهم تسليم مبنى محافظة الإسماعيلية للبريطانيين، رغم قلة أعدادهم، وضعف أسلحتهم، فسقط العديد من الشهداء، ومئات الجرحى.
سر اختيار وزارة الداخلية يوم 25 يناير عيداً للشرطة
وكانت تضحيات الشرطة عام 1952 سببا في اختيار الخامس والعشرين من يناير عيدا للشرطة.
ففي 25 يناير 1952 قدمت الشرطة خمسين من رجالها في سبيل الوطن، وخلال السنوات الثماني الأخيرة، قدم رجال الشرطة قرابة 22 ألف شهيد ومصاب حتى تستعيد الدولة المصرية هيبتها وأمنها واستقرارها.
وتحل هذه الأيام الذكرى معركة الإسماعيلية التي صارت عيدا للشرطة المصرية تخليدا لبطولات رجالها في مواجهة المحتل، والتي لا تقل في قيمتها عن تضحيات رجال الشرطة المستمرة حتى وقتنا هذا، فقد قدم رجال الشرطة قرابة 22 ألف شهيد ومصاب منذ عام 2011 حتى نهاية 2019 ، نتيجة المواجهات الأمنية للبؤر الإجرامية والإرهابية وأعمال العنف التى عانت منها البلاد على مدار السنوات الماضية.
25 يناير عيد الشرطة
اختير 25 يناير عيدا للشرطة تخليدا لذكري موقعة الإسماعيلية 1952 التي راح ضحيتها خمسون شهيدا وثمانون جريحا من رجال الشرطة المصرية علي يد الاحتلال الإنجليزي، بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبني المحافظة للاحتلال الإنجليزي.
حدثت هذه التطورات بعد استجابة حكومة الوفد، لمطلب الشعب بإلغاء معاهدة 1936، حيث أعلن رئيس الوزراء مصطفى النحاس، في مجلس النواب، يوم 8 أكتوبر 1951، إلغاء المعاهدة، التي فرضت على مصر الدفاع عن مصالح بريطانيا.
وإثر هذا الإعلان قام المصريون بتنفيذ هجمات فدائية ضد القوات البريطانية داخل منطقة القناة، وكانت تكبد بريطانيا خسائر بشرية ومادية فادحة كل يوم تقريبا دون كلل.
وأزعجت تلك الأفعال حكومة لندن، فهددت باحتلال القاهرة، إذا لم يتوقف نشاط الفدائيين، غير أن الشباب لم يهتم بهذه التهديدات ومضوا في خطتهم غير عابئين بالتفوق الحربي البريطاني، واستطاعوا بما لديهم من أسلحة متواضعة أن يكبدوا الإنجليز خسائر فادحة.
وفي خضم الأعمال الفدائية بمنطقة القناة الواقعة تحت سيطرة القوات البريطانية بمقتضى اتفاقية 1936، ووصول التوتر بين مصر وبريطانيا إلى الذروة عقب زيادة أعمال التخريب والأنشطة الفدائية ضد معسكراتهم وجنودهم وضباطهم في منطقة القنال، وما تكبدوه من خسائر فادحة، وكذلك انسحاب العمال المصريين من العمل في معسكرات الإنجليز، في هذه الأجواء الملتهبة وقعت معركة الإسماعيلية... ففي صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة –"البريجادير أكسهام"- ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارا بأن تسلم قوات البوليس "الشرطة" المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها، وتنسحب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز إختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته في منطقة القنال
رفضت المحافظة الإنذار البريطاني وأبلغته إلى وزير الداخلية " فؤاد سراح الدين باشا " الذي أقر موقفها، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
فقد القائد البريطانى في القناة أعصابه فقامت قواته ودباباته وعرباته المصفحة بمحاصرة قسم بوليس "شرطة" الاسماعيلية لنفس الدعوى بعد أن أرسل إنذارا لمأمور قسم الشرطة يطلب فيه منه تسليم أسلحة جنوده وعساكره ، غير أن ضباط وجنود البوليس "الشرطة" رفضوا قبول هذا الانذار.
ووجهت دباباتهم مدافعها وأطلق البريطانيون نيران قنابلهم بشكل مركز وبشع بدون توقف ولمدة زادت عن الساعة الكاملة ، ولم تكن قوات البوليس "الشرطة" مسلحة بشىء سوى البنادق العادية القديمة
وقبل غروب شمس ذلك اليوم حاصر مبنى قسم االبوليس "الشرطة" الصغير ومبنى المحافظة في الأسماعيلية ، سبعة آلاف جندي بريطاني مزودين بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم السنتوريون الثقيلة وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان ، بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على ثمانمائة في الثكنات وثمانين في المحافظة، لا يحملون غير البنادق.
واستخدم البريطانيون كل ما معهم من الأسلحة في قصف مبنى المحافظة، ومع ذلك قاوم الجنود المصريون واستمروا يقاومون ببسالة وشجاعة فائقة ودارت معركة غير متساوية القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة في القسم ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين طويلتين من القتال، سقط منهم خلالهما 50 (خمسون) شهيدًا و (ثمانون) جريحا وهم جميع أفراد حنود وضباط قوة الشرطة التى كانت تتمركز في مبنى القسم ، وأصيب نحو سبعون آخرون، هذا بخلاف عدد آخر من المدنيين وأسر من بقي منهم، بينما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا.
كما أمر البريطانيون بتدمير بعض القرى حول الإسماعيلية كان يعتقد أنها مركز إختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته فقتل عدد آخر من المدنيين أو جرحوا أثناء عمليات تفتيش القوات البريطانية للقرى.
خلد التاريخ أسماء شهداء معركة الإسماعيلية وأبطالها ومن بينهم، النقيب مصطفى رفعت، و
المقدم شريف العبد، واللواء أحمد رائف، والملآزم أول مصطفى فهمي، وغيرهم.
ولم يستطع الجنرال اكسهام أن يخفي اعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: - لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف ولذا فان من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا.
وقام جنود فصيله بريطانية بأمر من الجنرال اكسهام بأداء التحيه العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم.
في صباح السبت 26 من يناير 1952 انتشرت أخبار الحادث في مصر كلها، واستقبل المصريون تلك الأنباء بالغضب والسخط، وخرجت المظاهرات العارمة في القاهرة، واشترك جنود الشرطة مع طلاب الجامعة في مظاهراتهم، وانطلقت المظاهرات تشق شوارع القاهرة التي امتلأت بالجماهير الغاضبة، وكانت هذه الأحداث تمهيد لقيام الظباط بحركة 23 يوليو في نفس العام.
تحول يوم 25 يناير إلى عيد للشرطة يحتفل به كل عام، كما أنه أصبح عيدا قوميا لمحافظة الإسماعيلية، وفي 2009 أصبح يوم 25 يناير من كل عام يوم عطلة رسمية في مصر.
تابع أحدث الأخبار عبر