معاناة ما بعد الطلاق
زينة وانتصار وزوجة الفيشاوي نموذجا.. حق الولاية التعليمية للمطلقة بين الكيد والتشفي
حق الولاية التعليمية للمطلقة من أكثر أشكال معاناة المرأة التي لا تنتهي بحصولها على الطلاق في رحلتها بالمحاكم كما يعتقد البعض؛ فالحصول على الطلاق يكون بداية لحرب مع الزوج، وخاصة المطلقات الحاضنات، بداية من الحصول على حضانة الطفل وانتهاءً بأحقيتها في الحصول على الولاية التعليمية أو القيام بأى إجراء قانوني أو إداري خاص بالأطفال.
محكمة الأسرة تغرم زوجة ألف جنيه لامتناعها عن تنفيذ حكم رؤية
عوار في قانون الأحوال الشخصية
قانون الأحوال الشخصية يجعل المرأة فى حالة من الكفاح، بداية من إجراءات الطلاق حتى النفقة والولاية التعليمية، وهذا عكسته محاكم الأسرة وحكايات العديد من النساء بها..
بعض هذه الحالات تدعى "نيفين .س" تقول إنها بعد رحلة طويلة قضتها من أجل الطلاق بالمحاكم حصلت بالفعل على حكم بالطلاق من زوجها الذي كان يتفنن في تعنيفها، وأنجبت منه ثلاثة أولاد لم يعرف الأب عنهم شيئاً بعد الطلاق، وهى من قامت بتربيتهم والعمل من أجل الإنفاق عليهم، حتى رغب أحد الأبناء في السفر للخارج من أجل استكمال دراسته، ففوجئت أن نجلها لا يمكنه استخراج جواز سفر بدون موافقة الأب أو الرجوع له، وفى حالة عدم وجود الأب يتم اللجوء للعم، وهي غير معترف بها في القانون، واضطرت للبحث عن عم طليقها الذي سافر بعد الطلاق بالخارج؛ من أجل إنهاء أوراق ابنها لاستكمال دراسته.
نقل الأطفال من المدرسة دون علمي
"علا .ح" تقول إن أولادها لا يعرفون شيئا عن والدهم، فمنذ طلاقها منه اختفى تماماً من حياتها هي وأولادها، حتى جاءت سن دخولهم المدارس، واختارت لهم بالفعل مدرسة قريبة من مكان عملها، وكانت الحياة تسير بشكل طبيعي، الى أن ظهر طليقها مرة أخرى في حياتها فجأة، وبدأ في الضغط عليها مرة أخرى، مضيفة “وطلب منى عودة الحياة بيننا من جديد، لكنني رفضت هذا الطلب، فبدأ بمضايقتي وابتزازي بورقة الأبناء، حتى فوجئت في يوم من الأيام بقيام زوجي بنقل أولادى من المدرسة الموجودين بها لأخرى دون علمي، ولم أكن أفكر في رفع قضية ولاية تعليمية حتى هذا اليوم، حتى قمت برفع قضية استمرت لعام كامل لأتخلص من هذا الكابوس".
زوجي سفير ورفض دفع المصاريف الدراسية
على الرغم من كون زوجها سفيرا، ويمتلك شركة سياحية كبيرة فى إحدى الدول العربية فقد رفض زوجها سداد المصروفات الدراسية لابنته ذات التسع سنوات، والتى تدرس بالمدرسة البريطانية، وقام بالتلاعب بالتحريات التى على أساسها يتم تحديد دخل الزوج، وقام برفع قضية ولاية تعليمية للصغيرة نكاية بها برغم كونها حاضنة للطفلة؛ حتى يتهرب من سداد المصروفات الدراسية الخاصة بابنته، ويلحقها بمدرسة أقل فى المصروفات.
معظمها سوريات ضد مصريين.. عجائب وخفايا قضايا الأجانب داخل محكمة الأسرة
الكثير من هذه الحكايات متكررة، وخاصة فى الأوساط المرتفعة اقتصاديا واجتماعيا بحسب معتز الدكر المتخصص فى قضايا الأسرة ومحامى المشاهير والفنانين.
الرأى القانونى
يقول معتز الدكر المحامى إنه طبقاً للمادة 54 من قانون الطفل لسنة 2018 فإن الولاية التعليمية للحاضنة، وتنص أيضاً على عدم التعرض من قبل الأب، مثل قيام الأب بتحويلهم من مدرسة دولية إلى أقل، ويتم تحديد ذلك على حسب التحريات عن دخله وغيرها، فالقاضى إذا رأى أن الزوج قادر على تسديد المصروفات الدراسية؛ بالتالى يكون هذا بتحديد القانون، فيتم الحكم للزوجة بالإلحاق بالمدارس على حسب دخل الزوج، سواء مدارس حكومية أو لغات أو دولية.
وأضاف الكر أنه فيما يتعلق بنماذج قضايا الولاية التعليمية فإن النماذج كثيرة، فهناك قضية الأب الذي اختلف مع الأم ولا يريد سداد المصروفات للزوجة، على الرغم من أن الزوج رجل أعمال ولديه المقدرة المالية، ولكنه قرار كيدى للأم ونكاية فيها، وهذا النوع من القضايا متكرر بشكل فج، فالزوج لا يهمه فى هذا الأمر سوى الكيد فى زوجته دون وجود مشاكل مادية لديه.
محكمة الأسرة تحكم بـ 500 جنيه شهريا نفقة لأب من ابنه
متى تكون الولاية التعليمية للزوجة؟
وكشف الدكر أن الولاية التعليمية لا تقتصر على الأزواج المخلوعين أو المطلقين، ولكن من حق الزوجة إقامة هذه الدعوى فى حالة وجود خلاف بين الزوجين.
وأشار أن الولاية التعليمية قد تكون للأب فى حالات معينة إذا كانت الأم لا تستحق الولاية التعليمية فى حالة المرض النفسي للزوجة على سبيل المثال، وهي قضية موجودة بالفعل، حيث إن الزوجة تعانى من مرض نفسي، وتعيش في دولة ألمانيا مع زوجها، وبعد انفصالهما جعلت الولاية التعليمية من حق الزوج، وسلمت له الأطفال، ثم بعد ذلك فوجئ الزوج بتحرير الزوجة بلاغاً ضده تتهمه بخطف الأولاد، والأب طبيب، فقام الوالد بتسليمهم للأم مرة أخرى، ثم حصل على حكم بالولاية التعليمية للأولاد؛ نظراً لمرض الأم، ثم ردت الزوجه بقضية ولاية تعليمية ضده بعد نزولها إلى مصر، مستغلة غياب الأب وسفره، وفي هذه الحالة لا يجوز نقل الولاية التعليمية للجدة من الأم؛ لكونها تعانى من نفس المرض النفسي، وهنا فى هذه الحالة سوف تنتقل الولاية التعليمية لأم الأب.
ولفت الدكر إلى أن الولاية التعليمية لا تسبب، فالقاضى لا يذكر أسباب الولاية التعليمية، ولكنه يكتفى بما يتم تقديمه من مستندات، والقاضى هو من يصدر القرار، سواء بالرفض أو القبول، وهذا ما حدث فى قضية الفنان أحمد عز والفنانة زينة، حيث أراد أحمد عز نقل الولاية التعليمية من المدرسة البريطانية لارتفاع مصروفاتها، وبقيت الولاية التعليمية للفنانة زينة، وحدث نفس الأمر فى قضية الفنانة انتصار، ويكون هذا الغرض بسبب ارتفاع المصروفات الدراسية والنكاية فى الزوجة فى نفس الوقت.
