الجرائم المخلة بالشرف والأمانة في قانون العقوبات المصري

الجرائم المخلة بالشرف عبارة عن الجرائم التي تتنافي بطبيعتها مع القيم والأخلاقيات المتعارف عليها والسائدة في المجتمع. في هذا الموضوع نتناول الجرائم المخلة بالشرف والأمانة في قانون العقوبات المصري.
الجرائم المخلة بالشرف في القانون المصري
الجرائم المخلة بالشرف لم يحددها قانون العقوبات المصري، ولم يضع لها تعريفًا محددًا، لكن يمكن تعريفها بأنها تلك الجرائم التي تتنافى بطبيعتها مع الأخلاق والأديان. وتشمل جرائم الشرف والأمانة ما يلي:
- السرقة: وهي أخذ مال الغير دون رضاه.
- التزوير: وهو تغيير الحقيقة في محرر بقصد استعماله فيما زور من أجله.
- هتك العرض: وهو الاعتداء على جسد شخص ما دون رضاه.
- النصب والاحتيال: وهو إيقاع شخص في غش أو تدليس للحصول على مال منه.
- خيانة الأمانة: وهي إساءة استعمال الثقة التي ائتمن عليها الشخص.
تُعدّ هذه الجرائم مخلة بالشرف والأمانة لأنها تعكس سوء الأخلاق والسلوك، وتؤدي إلى إهدار الثقة في المجتمع. وعادة ما تؤدي الجرائم المخلة بالشرف والأمانة إلى صدور أحكام قضائية مشددة ضد مرتكبيها، بما في ذلك السجن والغرامة.

عقوبات الجرائم المخلة بالشرف والأمانة
تختلف عقوبات الجرائم المخلة بالشرف والأمانة حسب نوع الجريمة والظروف التي ارتكبت فيها. وفيما يلي بعض الأمثلة على العقوبات التي يمكن أن تصدر ضد مرتكبي الجرائم المخلة بالشرف والأمانة:
- السرقة: يجوز أن يحكم على مرتكب السرقة بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات، وبغرامة لا تزيد على ثلث قيمة المسروق، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
- التزوير: يجوز أن يحكم على مرتكب التزوير بالحبس مدة لا تزيد على عشر سنوات، وبغرامة لا تزيد على خمسمائة جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
- هتك العرض: يجوز أن يحكم على مرتكب هتك العرض بالحبس مدة لا تزيد على خمس سنوات، وبغرامة لا تزيد على مائة جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
- النصب والاحتيال: يجوز أن يحكم على مرتكب النصب والاحتيال بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات، وبغرامة لا تزيد على ثلث قيمة ما خدع به المجني عليه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
- خيانة الأمانة: يجوز أن يحكم على مرتكب خيانة الأمانة بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات، وبغرامة لا تزيد على ثلث قيمة المال الذي اختلسه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
إضافة للعقوبات الجنائية، يمكن أن يتعرض مرتكبي الجرائم المخلة بالشرف والأمانة إلى عقوبات مدنية، مثل إلزامهم بدفع التعويض للمجني عليهم.
هل جريمة السب والقذف من الجرائم المخلة بالشرف؟
يمكن القول أن جريمة السب والقذف من الجرائم المخلة بالشرف والأمانة، وذلك لأنها تتضمن إساءة سمعة الشخص المجني عليه، وإهانته، وجعله محل سخرية الآخرين. ومن ناحية أخرى، يمكن القول أن جريمة السب والقذف ليست من الجرائم المخلة بالشرف والأمانة، وذلك لأنها لا تنطوي على أي اعتداء على المال أو الجسد، ولا تؤدي إلى إهدار الثقة في المجتمع. في النهاية، يعتمد تصنيف جريمة السب والقذف على تقدير المحكمة، بناءً على ظروف الجريمة، ومدى تأثيرها على سمعة الشخص المجني عليه.

القضايا المخلة بشرف
القضايا المخلة بالشرف هي تلك القضايا التي تتنافى مع الأخلاق الحميدة، وتؤدي إلى إهدار الثقة في المجتمع. وعادة ما تؤدي القضايا المخلة بالشرف إلى صدور أحكام قضائية أو قرارات تأديبية صارمة ضد مرتكبيها، وذلك بهدف ردع الآخرين عن ارتكاب مثل هذه الجرائم أو السلوكيات.
هل إيصال الأمانة من الجرائم المخلة بالشرف؟
يرى البعض أن إيصال الأمانة من الجرائم المخلة بالشرف، وذلك لأن مرتكبها يحصل على مبلغ من المال أو شيء من الأشياء من شخص آخر على سبيل الأمانة، ثم يتصرف فيه دون وجه حق. وهذا الفعل يُعد من الأفعال التي تتنافى مع الأخلاق والآداب العامة، كما أنه يسبب ضررًا للضحية. ويرى البعض الآخر أن إيصال الأمانة ليس من الجرائم المخلة بالشرف، وذلك لأن مرتكبها قد يكون غير قادر على سداد المبلغ المستحق، أو قد يكون قد تصرف فيه في أمر مهم ولم يكن لديه المال لسداده. كما أن هذه الجريمة لا تتسبب في فقدان الشخص لوظيفته أو مكانته الاجتماعية.
اتخذت بعض المحاكم المصرية موقفًا وسطًا بين هذين الرأيين، حيث اعتبرت أن إيصال الأمانة ليس من الجرائم المخلة بالشرف بشكل عام، ولكن قد يكون من الجرائم المخلة بالشرف إذا كان مرتكبها معتادًا على ارتكاب مثل هذه الجرائم، أو إذا كان الحكم الصادر ضده في هذه الجريمة رادعًا. وبناءً على ذلك، فإن الإجابة على سؤال ما إذا كان إيصال الأمانة من الجرائم المخلة بالشرف تتوقف على تقدير المحكمة التي تنظر في القضية.

هل التزوير من الجرائم المخلة بالشرف؟
التزوير من الجرائم المخلة بالشرف، وذلك لأن التزوير هو تغيير الحقيقة في محرر رسمي أو غير رسمي بقصد استعماله فيما زور من أجله. وهذا الفعل يُعد من الأفعال التي تتنافى مع الأخلاق والآداب العامة، كما أنه يسبب ضررًا للمجتمع. ولذلك، فإن المشرع المصري اعتبر التزوير من الجرائم المخلة بالشرف، وذلك في نص المادة 214 من قانون العقوبات المصري، التي تنص على أنه: "كل تزوير أو استعمال مزور في محرر رسمي أو في محرر عرفي مصدق عليه، أو في أوراق تجارية، أو في أوراق رسمية أخرى، يعاقب بالسجن المشدد".
بناءً على ذلك، فإن التزوير يُعد من الجرائم التي تؤدي إلى فقدان مرتكبها للثقة في المجتمع، وذلك لأنه يفقده صفة الأمانة والصدق. كما أنه قد يؤدي إلى فقدان مرتكبها لوظيفته أو مكانته الاجتماعية. ولذلك، فإن التزوير من الجرائم الخطيرة التي تضر بالمجتمع، ويجب على الجميع التحلي باليقظة والحذر للتصدي لها.
