نساء «كعب داير».. مستشفى المجانين مصير «مها» واختلاف الديانة يحرم «تريزا» من الميراث

رغم مطالب البعض بالمساواة بين الرجل والمرأة فى الميراث أسوة بما حدث فى دولة تونس إلا أن هذه المطالبات، لا تزال بعيده أسوه بما يعكسه واقع المرأة من أجل حصولها على حقوقها المشروعة.
حيث كشفت أخر الإحصائيات تراجعاً كبيراً فى فرص عمل النساء فى القطاعين الخاص و العام فوفقاً لأخر إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء من بين كل خمسة التحقوا بسوق العمل هناك أربعة رجال وامرأة واحدة .
مما يعنى وجود عدم توازن فى سوق العمل بين النساء و الرجال فطبقاً لما رصده المجلس القومى للمرأة لا يميل القطاع الخاص لتشغيل المرأة بالإضافة إلى تراجع تعيين المرأة فى الحكومة فإن نسبة النساء الأمهات الراغبات فى العمل فى الحكومة تصل إلى 57% وتراجعت هذه النسبة فى جيل البنات إلى 17.5 %.. كما أن القضايا الخاصة بالنزاع حول الميراث داخل محكمة الأسرة تؤكد هذا الواقع ولم يقتصر الأمر على المرأة الصعيدية فقط والتى تحتكم أكثر للعادات والتقاليد ولكن نساء المدينه يعانين من نفس القهر أيضاً .
حكايات نساء “كعب داير ” على المحاكم للحصول على ميراثهن
"كريستينا " امرأة فى العقد الخامس من عمرها رفعت أكثر من 13 قضية على أشقائها الخمسة ، وكانت أخر هذه القضايا القضية رقم 6487 لسنة 2017 بعدما قاموا بتوزيع ثروة والدهم والتى تقدر بـ 150 مليون جنيه موزعة بين عقارات ومصانع للملابس فطبقاً "لكريستينا " عائلتها تمتلك أربعة أبراج سكنيه بمنطقة شبرا الخيمة ، وكل برج من هذه الأبراج فى الطابق الأرضى به مصنع للملابس ، قام والدها بشراء هذه الأراضى من آخرين بالمنطقة منذ فترة زمنية طويلة، وجميعهم أما سافروا خارج البلاد أو توفاهم الله .
كريستينا: أشقائي أكلوا ميراثي
تتابع كريستينا حديثها فتقول، أشقائى استغلوا أن عقود البيع بين والدى والملاك الذين تم بينهم البيع غير موجودين وتلاعبوا بالعقود وخاصة أن العقود ابتدائية ، وغير مسجلة وقاموا بتزوير عقود بيع ابتدائية من والدهم لهم، وحصل كل منهم على برج سكنى باسمه ولم يعطونى شيئاً من حقوقى، ومنذ وفاة والدى فى عام 2014 وأنا أقوم برفع قضايا حتى الآن، وأنفقت الكثير من الأموال عليها وأشقائى الذكور رفضوا منحى أى شيء من ثروة والدى ، مشيرة إلى أن أشقائهم يتلاعبون بالقانون من خلال تقديم صور ضوئية من عقود البيع ولا يقدمون الأصول ويقومون بالمماطلة من أجل إعطائها حقوقها .
أضافت كريستينا ، أن إعلام الوراثة لا يثبت الملكية ، ولكن يتم عمل إشهار حق الإرث لافته إلى أن الشيء الوحيد الذى يثبت حقها هو أن كل ممتلكات والدها مسجلة بالضرائب العقارية باسم والدها ، وفى كشف المشتريات مما يثبت أن ملكية هذه الثروة لا تزال لوالدى وبالتالى من حق أن أرث فيها بصفتى ابنته .
مستشفى المجانين كان مصير “مها” لحرمانها من الميراث
الإيداع فى مصحة نفسية هى مصير "مها .ن " ، بعد الخلاف الذى وقع بينها وبين شقيقها على الميراث "فمها " حاصلة على ماجستير في علم النفس التربوي، ومتطوعة في جمعية حماة المستقبل منذ سنوات ، وبعد وفاة والدها مباشرة فوجئت بترصد شقيقها لها أثناء عودتها من عملها وقاموا بتقييدها وحجزها بمصحة نفسية دون الكشف الطبي عليها ، ذلك حسب أقول محامى السيدة مها.
وطبقاً لـ محمد شبل محامى،" مها.ن " فإن جميع من تعامل معها لم يلاحظ عليها أية أعراض للمرض النفسي أو العقلى باستثناء شقيقها الذى حاول حجزها فى وقت سابق قبل عام ، وكان معها تقرير طبى يثبت سلامتها النفسية ،والطبية وتمكنت من الخروج بعد ضغط والدتها على شقيقها لكى تمنعه من الحجر عليها .
وتابع شبل ، أن سبب الخلاف هو رغبة شقيقها الأصغر منها فى الاستيلاء على ميراثها لافتاً أن "مها " فتاه معروفة بعملها الخيرى ونشاطها ولذلك تعاطف معها الجميع .
اختلاف الديانات يحرم من الميراث
لم تكن تعرف " تريزا . م " ، أن إختلاف الديانات سيحيل بينها وبين الحصول على ميراثها من زوجها المسلم ، وأنها طبقاً للشرع والقانون محرومة من الميراث ، ولن تحصل على شيء .
تقول " تريزا " ، أدركت كل هذا بعد وفاة زوجى فلم أفكر من قبل فى وفاته ،وماذا سيحدث لى بعد ذلك التاريخ تحديداً منذ عام 2015 حيث أننى تزوجته عن قصة حب كبيرة توجت بالزواج مشيرة أنها بعد الوفاة فوجئت بأن كل ميراث زوجها سيذهب لأشقائه وخاصة أن الزواج لم يثمر عن أولاد .
وتتابع "تريزا "، أنها ظلت عامين كعب داير على المحاكم ،وليس لديها ما يعينها على الحياة من بعد زوجها ولا تزال تنتظر فصل المحكمة فى قضيتها التى تحمل رقم 4531 لسنة 2015 .
الرأى القانوني في قضايا المواريث
قال أحمد قناوى ، المحامى بالنقض إن هناك عدة موانع من الميراث طبقاً للشريعة الإسلامية التى يحتكم طبقاً لها فى هذا الشأن من بين هذه الموانع اختلاف الديانات ومعناه أن يكون المورث على دين و الوارث على دين أخر مثل أن يكون الميت مسلما ‘ والوارث يهوديا أو نصرانيا ، أو غيرهما ، والعكس مشيراً إلى أن المانع الثانى هو القتل فالقاتل لا يرث المقتول فإذا قتل أبن والده من أجل الميراث لا يرث ، والمانع الأخير للميراث ورغم عدم وجوده هو "الرق " فالرقيق لا يرثون طبقاً للشريعة الإسلامية .
وأضاف " قناوى " ،أن القوانين المنظمة للميراث تحتاج لثروة وخاصة أنها بحاجه للعديد من التعديلات فمن غير المعقول وجود نص يمنع من الميراث "كالرق " وهى الشىء الذى لم يعد موجود كما أن من حق المرأة المسيحية أن ترث فى زوجها والعكس .
تابع أحدث الأخبار عبر