أحدث الأخبار
السبت 19 أبريل 2025
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

من سيد مكاوي إلى الإنقراض.. «الحادثة» يرصد تاريخ «المسحراتي»

سيد مكاوي
سيد مكاوي

طبلة تدلى من حزام معلق فى رقبته، وعصا خشبية، وأدوات يمتلكها صاحب مهنة تاريخية، ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بشهر رمضان، واعتبرت الدقات التى تصدر من طبلته، نفحة من نفحات الشهر الكريم، ونغمات اعتاد الناس عليها لإيقاظهم للتسحر.

صاحب هذه المهنة، التى فى طريقها للإنقراض، هو "المسحراتي"، الذى ظل لسنوات عديدة علامة مميزة لشهر الصوم ، حيث تعودنا جميعاً على الاستيقاظ على دقات طبلته، مصاحبة لعباراته الشهيرة "أصحى يا نايم وحد الدايم"، منادياً على سكان الحى الذى يطوف به بأسمائهم.

سيد مكاوى ملك الطرب والإنشاد الديني 

كان بعض المسحراتية، لا يكتفون فقط بدقات طبولهم، وترديد عبارات تحث الناس على الاستيقاظ، ولكنهم كانوا يبدعون أيضًا فى ترديد الشعر والأغاني، التى تنبعث كصوت البلابل، وتضيف بهجة، وطعم مختلف لشهر رمضان، ومن أشهر هؤلاء "سيد مكاوى"، الذى استطاع أن يضفي على المهنة، لوناً جديداً أطرب الناس، حيث مزج بين الإنشاد الديني، ودقات الطبلة فى معزوفه رائعة أحبها الناس، وأصبحت عباراته يحفظها معظم المصريين مثل “الرجل تدب مطرح ما تحب” وغيرها.

تلك المهنة التى اختفت تدريجيًا مع مرور الزمن، وأصبحت لا تتواجد إلا فى مناطق قليلة، تعد على أصابع اليد الواحدة، وتوجد بالأخص فى المناطق الشعبية وذات الطابع الأثرى.

محمد ورث المهنة عن والده 

محمد أحمد، شاب فى أواخر العشرينيات من عمره، يرتدي الزي الشعبي المتوارث للمسحراتي، جلباب أبيض ومعلق على صدره طبلة، تدلى من حزام معلقاً فى رقبته، وممسكاً بعصا خشبية، يطرق بها طرقات منتظمة، كالنغمات التى تنبعث من آلة موسيقية، لإيقاظ النائمين للسحور.

ورث محمد، المهنة  عن والده، الذى ظل سنوات عديدة، يعمل كمسحراتى فى منطقة المرج، وكان هذا سببًا فى رغبته، لاستكمال مسيرة والده  بعد وفاته، و"الاسترزاق" منها، للتغلب على ظروف الحياة الصعبة.

يروي محمد، كيف يبدأ عمله قبل الفجر بساعتين، فى تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، حيث يطوف خلالهما شوارع المنطقة، منادياً على سكانها الذي  يحفظ أسماء معظمهم، ويقوم الأهالى بإرسال بعض النقود له من النافذة، مقابل النداء على أسماء أهل المنزل، لإيقاظهم كل يوم، وخاصة الأطفال، حيث يبعث نداء المسحراتي عليهم السرور فى أنفسهم.

بنبره حزن يرثى محمد مهنة المسحراتى بقوله: "المهنة مبقتش زى زمان، والناس مبقتش تتجاوب معاها"، ساردًا كيف اختلفت مهنة المسحراتى وأهميتها بالنسبة للناس قديمًا، عن الوقت الحالي، وخاصة أنه كان يصاحب والده فى جولاته لإيقاظ الناس للسحور، وكيف كانوا يعتمدون عليه فى الاستيقاظ للسحور بشكل أساسى. 

انقراض مهنة المسحراتي 

تابع محمد، قائلًا: “المهنة انقرضت ولم تعد موجودة إلا في المناطق الشعبية، كالمرج والمطرية والحسين والأزهر، ونوزع أنفسنا كمسحراتية على هذه الأماكن، حتى لا يحدث خلط، لأن كل مسحراتي يكون على دراية جيده بالمنطقة المسؤول عنها”، مشيراً أنه مسؤول عن حى العوايسة والتوحيد بالمنطقة. 

تابع أحدث الأخبار عبر google news