نداءات القرآن الكريم للمؤمنين.. موضوع خطبة الجمعة (بي دي إف ونص مكتوب)

أعلنت وزارة الأوقاف نشرت عن موضوع خطبة الجمعة اليوم 22 ديسمبر 2023 م الموافق 9 جمادى الآخرة 1445 هـ، وهو "نداءات القرآن الكريم للمؤمنين"، وقرر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن يكون الشيخ يسرى عزام خطيب الجمعة اليوم.
وشددت وزير الأوقاف على التزام الأئمة بموضوع الخطبة نصا أو مضمونا على أقل تقدير، وألا يزيد زمن الخطبة على 15 دقيقة؛ لتكون بين عشر دقائق وخمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية معا كحد أقصى، مع التأكيد على أن البلاغة الإيجاز، مشيرا إلى أن الخطيب عندما ينتهي من خطبته والناس فى شوق إلى المزيد أفضل من أن يطيل فيملوا منه.
وإليكم نص خطبة الجمعة التي طلبت الوزارة من الأئمة أن يقرءوها:
نص خطبة الجمعة بي دي إف:
ونص خطبة الجمعة صورة:



ونص خطبة الجمعة مكتوبا:
نداءاتُ القرآنِ الكريمِ للمؤمنينَ.
9 جمادي الآخر 1445هـ -22 ديسمبر 2023م
المـــوضــــــــــوع
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيّدَنَا ونبيَّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
فإنَّ المتأملَ في القرآنِ الكريمِ يجدُهُ حافلًا بنداءاتِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) لعبادِهِ المؤمنين، وهي نداءاتٌ تتضمنُ توجيهاتٍ ساميةً وإرشاداتٍ عظيمةً، تحملُ الخيرَ للدنيَا كلِّهَا، يقولُ سيدُنَا عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ (رضي اللهُ عنهُ): “إِذَا سَمِعْتَ اللَّهَ يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فَأَرْعِهَا سَمْعَكَ فَإِنَّهُ خَيْرٌ يَأْمُرُ بِهِ أَوْ شَرٌّ يَنْهَى عَنْهُ “.
ومِن نداءاتِ القرآنِ الكريمِ للمؤمنينَ ما جاءَ في إرشادِهِم إلى تقوَى اللهِ (عزَّ وجلَّ) حقَّ تقاتِهِ، بأنْ يمتثلُوا أمرَهُ ويجتنبُوا نهيَهُ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}، يقولُ ابنُ مسعودٍ (رضي اللهُ عنهُ): (حقَّ تقاتِهِ: أنْ يُطاعَ سبحانَهُ فلا يُعصَى، وأنْ يُشكرَ فلا يُكفَر، وأنْ يُذكرَ فلا يُنسَى)، ويقولُ سبحانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ).
ومنها: ما جاءَ في القرآنِ الكريمِ مِن أمرِهِم بالاستعانةِ بالصبرِ والصلاةِ في جميعِ أمورِهِم، حيثُ يقولُ (سبحانَهُ وتعالَى): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، ويقولُ سبحانَهُ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، وكانَ نبيُّنَا ﷺ إذا حزبَهُ أمرٌ فزعَ إلى الصلاةِ).
ومنها: ما أمرَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) بهِ عبادَهُ المؤمنينَ بأنْ يأكلُوا الحلالَ الطيبَ، وأنْ يشكرُوهُ سبحانَهُ على نعمِهِ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}، ولأهميةِ أكلِ الحلالِ أمرَ اللهُ سبحانَهُ بهِ المرسلينَ أيضًا، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إنَّ اللَّهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلَّا طيِّبًا ، وإنَّ اللَّهَ أمرَ المؤمنينَ بمَا أمرَ بِهِ المرسلينَ فقالَ تعالَى: {يَا أيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}، وقالَ تعالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}، قالَ وذَكرَ الرَّجلَ يُطيلُ السَّفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يدَه إلى السَّماءِ يا ربِّ يا ربِّ ومطعمُه حرامٌ ومشربُه حرامٌ وملبسُه حرامٌ وغذِّيَ بالحرامِ فأنَّى يستجابُ لذلِك؟)، ولا شكَّ أنَّ أكلَ الحلالِ الطيبِ ينيرُ القلبَ، ويشرحُ الصدرَ، ويُزكِّي الجوارحَ، ويكونُ سببًا في رفعةِ الوطنِ وتقدمِهِ.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيّدِنَا مُحمدٍ ﷺ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
ومِن نداءاتِ القرآنِ الكريمِ للمؤمنينَ أمرَهُم بأعمالِ الخيرِ والبرِّ مِن الصدقةِ والجودِ والتكافلِ المجتمعِي، فذلك زادُ المؤمنٍ في الدنيَا والآخرةِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا أنْفِقُوا مِمّا رَزَقْناكم مِن قَبْلِ أنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ ولا خُلَّةٌ ولا شَفاعَةٌ والكافِرُونَ هُمُ الظّالِمُونَ}، ويقولُ سبحانَهُ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}، ويقولُ تعالَى: { وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إنَّ الأشْعَرِيِّينَ إذا أرْمَلُوا في الغَزْوِ، أوْ قَلَّ طَعامُ عِيالِهِمْ بالمَدِينَةِ، جَمَعُوا ما كانَ عِنْدَهُمْ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بيْنَهُمْ في إناءٍ واحِدٍ، بالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وأنا منهمْ)، ولا شكَّ أنَّ الإنفاقَ في وجوهِ الخيراتِ مِن دلائلِ الإيمانِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ).
فمَا أحوجنَا إلى الاستجابةِ لنداءاتِ القرآنِ الكريمِ للمؤمنين، حتى نسعدَ في الدنيا والآخرةِ، يقولُ سبحانَهُ: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}.
اللهم احْفَظْ مِصْرَنَا وَارْفَعْ رَايَتَهَا فِي الْعَالَمِينَ.
تابع أحدث الأخبار عبر