«مصطفون خلف الوطن».. رسائل المصريون بالخارج للعالم من أمام صناديق انتخابات الرئاسة 2024

مشاهد غير مسبوقة للجاليات المصرية في الخارج للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، بات يتابعها العالم عبر شاشاته وقنواته المختلفة تتعلق بمصر والتي لم تغب عنها كعنصر أساسي وفاعل في قضايا المنطقة العربية والعالم.
الانتخابات الرئاسية في الخارج
فمنذ الساعات الأولى واصطف الناخبون أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية 2024، وهذا يؤكد حرص المصريين بالخارج على المشاركة في هذا الاستحقاق الدستورى، لاستكمال بناء الجمهورية الجديدة والمشروعات القومية.
والمشاركة بكثافة منذ الساعات الأولى لفتح باب الاقتراع تؤكد مدى حرص الجميع على الاصطفاف خلف الدولة المصرية، وإعلاء المصلحة العامة، وهناك بعض الشائعات التي كانت تراهن على عدم خروج المصريين بالخارج والمشاركة ستكون ضعيفة، ولكن على الرغم من طول المسافات إلا أن المصريين حرصوا على التوجه منذ الصباح الباكر للإدلاء بأصواتهم وإفشال كل المخططات التي من شأنها النيل من عزيمة المصريين.
ومشاركة المصريين بهذه الكثافة منذ الساعات الأولى رسالة للعالم بمدى حرص الجميع على بناء الدولة المصرية والمشاركة في هذا الاستحقاق، وصنع المشهد واختيار القائد، خاصة وأن الدور الوطني يحتم علينا أن نساهم بإيجابية في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن، فالعالم يقف في مفترق طرق، ومصر الآن وسط بؤرة من الصراعات المتأججة، ورغم ذلك مستمرون في إنجاز المشروعات الكبرى وتحقيق التنمية، ومشاركتنا تصنع التاريخ لأولادنا وأحفادنا، وهذا ما أيقنه وعلمه المصريين بالخارج جيدًا و خرجوا عن بكرة أبيهم للمشاركة في الانتخابات الرئاسية بكثافة.
القوى الناعمة للدولة المصرية ورد الجميل
يمثل المصريون بالخارج القوى الناعمة للدولة المصرية، ولعل مشاهد الساعات الأولى من الانتخابات الرئاسية 2024، تؤكد أنهم خير داعم للدولة المصرية في الخارج، وانهم حقا يردون الجميل للدولة المصرية، خاصة وأن الدولة تهتم بشكل كبير بالمصريين المقيمين في الخارج وتسعى لتيسير مشاركتهم في العملية الديمقراطية، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية.
وهناك حزمة من التيسيرات التي قدمتها الدولة والمجتمع المدنى والأحزاب للتيسير على المصريين بالخارج، بداية من آليات مبسطة للتسجيل في السفارات أو القنصليات المصرية المعنية بالدول التي يقيمون فيها للمشاركة في الانتخابات الرئاسية عن طريق التصويت في السفارات والقنصليات المصرية في البلدان التي يقيمون فيها، يتم تحديد مواعيد التصويت وإعلانها قبل الموعد المحدد للانتخابات، وكل هذه الإجراءات تم الإعلان عنها وهناك تيسيرات كثيرة ساهمت في إقبال كبير من المصريين بالخارج في الساعات الأولى للعملية الانتخابية.
ومن التيسيرات أيضا المساهمة في الحصول على بطاقة هوية وطنية صالحة وتسجيلها لدى السفارة أو القنصلية المصرية المعنية، حيث يتم تطبيق الإجراءات اللازمة لضمان سلامة ونزاهة العملية الانتخابية وفقًا للقوانين المصرية ذات الصلة، ومن ثم الأمور تسير بشكل قانوني ووفقا للاشتراطات المنصوص عليها من الهيئة الوطنية للانتخابات لضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية.
وعالجت الدولة العديد من أوجه القصور التي عانى منها المصريين بالخارج خلال العصور الأخيرة، حيث كانت توجد فجوة بين المصريين المقيمين في الخارج والوطن الأم، فقد كان العديد من الكيانات المسئولة عن المصريين بالخارج نظريا تمثلت في وزارة الخارجية، أو وزارة الهجرة، أو قطاع الهجرة تحت عباءة وزارة القوى العاملة، لكن هذه المؤسسات لم تؤتى ثمارها، بسبب غياب الرؤية والتوصيف الوظيفي، وعدم وضوح أهداف بعض هذه الكيانات من ناحية، وغياب التنسيق الكافي فيما بين الكيانات التي تتقاسم مسئولية هذا القطاع، من ناحية أخرى، وخلال السنوات الأخيرة وبتوجيهات من القيادة السياسية تمت معالجة كل هذه الأمور بسلاسة والمصريين بالخارج يردون الجميل لبلدهم اليوم.




