صعب عليا أخبطها بلوح زجاج فخبطتها بأنبوبة بوتاجاز
قتلها وهي ساجدة.. زوج ينهي حياة زوجته ويلقي بنفسه من البلكونة لادعاء الجنون بأسيوط

وقعت جريمة تعجز اللغة عن توصيفها ارتكبها زوج ضد زوجته، حيث قتلها وهي ساجدة تصلي؛ لخلافات عائلية بينهما بمدينة أبنوب محافظة أسيوط، ولم يراعِ العشرة، ولا أنها تقف أمام الله عز وجل، فقتلها وهي تصلي.
قتلها وهي ساجدة تصلي لخلافات عائلية
ظل الزوج يترقب ويتحين الفرصة لارتكاب جريمته، وما إن خلا المنزل من الأبناء ما عدا ابنهما الرضيع النائم في غرفته، وكانت زوجته منشغلة بصلاة العصر، وأثناء سجودها لله انهال على رأسها بأنبوبة بوتاجاز، فـ قتلها وهي ساجدة، وظل يضربها حتى فارقت الحياة، ثم صعد إلى بلكونة المنزل، وألقى بنفسه؛ لكي يوهم الجميع بأنه مريض نفسيا، فينجو من العقاب، ولكن خطته فشلت، بعد تحويله إلى مستشفى العباسية وصدور التقرير الطبي بحالته.
زوج يقتل زوجته وهي تصلي لهذا السبب
كان المتهم "نجعاوي ف. م." تزوج "منى ع. س."، ورزقهما الله 4 أبناء، أكبرهم لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، وأصغرهم رضيع لم يتجاوز الثانية من عمره، وظل الزوج يسافر للعمل، ويبين فترة وأخرى يعود لمنزله، وبعد أن كبر أول أبنائهما طلبت الزوجة من زوجها أن يسافر ابنهما للعمل في إيطاليا مثل أبناء جيرانهما، فرفض الزوج لعدم قدرته المادية، ونشبت بينهما خلافات كثيرة، تطورت إلى مشاجرات، اعتدى فيها الزوج على زوجته، وتكررت المشاجرات.
ارتطام جسم في الشارع
وفوجئ الجيران في حارة توتة بمدينة أبنوب بسماع صوت ارتطام جسم في الشارع، فخرج الأهالي مفزوعين؛ ليجدوا نجعاوي ملقى على الأرض بعد قفزه من بلكونة الطابق الأول بمنزله، وهو يصيح "مراتي بتموت جوه" هرع الجيران لداخل المنزل؛ ليجدوا زوجته منى ملقاة على سجادة الصلاة وقد فارقت الحياة، فأبلغوا الشرطة التي حضرت على الفور، واصطحبت الزوج إلى المستشفى، ومنه إلى مركز الشرطة.
اعتراف المتهم بقتل زوجته وهي تصلي
بإجراء التحقيقات مع المتهم بقتل زوجته وهي تصلي أمام حسام حاتم عارف وكيل نيابة مركز أبنوب اعترف الزوج بأنه قتل زوجته وهي تصلي، وقال في اعترافاته إنه بعد عودته من عمله لقضاء الإجازة مع أبنائه طالبته زوجته بأن يسافر نجلهما خالد للعمل في إيطاليا، وإنه رفض طلبها؛ لعدم وجود إمكانيات مالية يدفعها مقابل سفر ابهما، ونشبت بينهما مشاجرة، فقرر على أثرها إنهاء حياة زوجته، وظل يفكر كثيرا في الوقت المناسب لتنفيذ خطته.
ما رضتش أموتها بلوح زجاج.. صعبت عليا
وأضاف المتهم بقتل زوجته أثناء الصلاة أنه يوم ارتكاب الجريمة اتخذ قرار التخلص من زوجته، وخرج من المنزل، وعندما عاد وجد أبناءهما خارج المنزل باستثناء ابنهما الرضيع الذي كان نائما، وبعد دخوله إلى المنزل بدأت زوجته في أداء صلاة العصر، وأثناء سجودها وجد لوحا زجاجا أمامه، وقال: كنت بافكر أضربها به، ولكن صعبت عليا، فشلت أنبوبة بوتاجاز، وضربتها على راسها 4 ضربات، وهي ما قاومتنيش لأنها كانت بتصلي، وفارقت الحياة، وبعدها طلعت للبلكونة، ورميت نفسي في الشارع، ولما خرج الجيران على صوت ارتطامي بالأرض طلبت منهم إنقاذ زوجتي".
وتابع: "كنت عايز أقتل زوجتي وأنهي حياتي؛ علشان نتخلص من مشاكل المعيشة، خاصة وإني مريض نفسيا، وأعاني من انفصام في الشخصية، وباخد أدوية من سنة 2007، وباتردد على المستشفى للعلاج.
المتهم يمثل جريمة قتل زوجته أثناء الصلاة
وبعد الاستماع لأقوال نجعاوي، المتهم بقتل زوجته وهي تصلي بأسطوانة بوتاجاز، اصطحب فريق النيابة العامة المتهم وسط حراسة أمنية مشددة، برئاسة الرائد مصطفى عبد الساتر معاون مباحث مركز شرطة أبنوب، إلى موقع الحادث؛ لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل الجريمة أمام فريق النيابة العامة.
وقام أحد أفراد الشرطة السريين بارتداء ملابس بلدية، ووضع شالا على رأسه؛ ليمثل دور المجني عليها أثناء سجودها على سجادة الصلاة، ووقف المتهم أمامه حاملا مخدة؛ لتكون بديلة لأنبوبة البوتاجاز، وأثناء سجود فرد الشرطة السري ضربه المتهم على رأسه 4 ضربات بالمخدة التي كان يحملها؛ لتمثيل كيفية قيامه بقتل زوجته وهي تصلي.
إيداع المتهم بقتل زوجته أثناء الصلاة مستشفى الصحة النفسية
بعد تمثيل الجريمة وإنهاء التحقيقات قرر المستشار أحمد محفوظ، المحامي العام لنيابات شمال أسيوط، إيداع المتهم "نجعاوي ف. م." مستشفى الصحة النفسية بالعباسية؛ لمتابعة وفحص حالته العقلية والنفسية.
مفاجأة تقرير الطب النفسي
وكانت المفاجأة أن تقرير إدارة الطب النفسي الشرعي بالمجلس الإقليمي للصحة النفسية التابع للمجلس القومي للصحة النفسية بوزارة الصحة أكدت سلامة المتهم بقتل زوجته وهي تصلي بضربها بأسطوانة بوتاجاز أثناء أداءها الصلاة؛ مما أدى إلى وفاتها بمركز أبنوب في أسيوط.
وجاء في التقرير أن المتهم بقتل زوجته أثناء صلاة العصر لا يعاني من أي أعراض دالة على وجود اضطراب عقلي أو نفسي في الوقت الحالي أو وقت ارتكابه للواقعة محل الاتهام يفقده أو ينقصه الإدراك والاختيار وسلامة الإرادة والتمييز والحكم الصائب على الأمور ومعرفة الخطأ من الصواب؛ مما يجعله مسئولا عن الاتهام المسند إليه طبقا للمادة 62 من قانون العقوبات.
وتابع التقرير أنه تم مناظرة المتهم عدة مرات أثناء فترة إيداعه للفحص بوحدة الطب النفسي الشرعي بمستشفى العباسية للصحة النفسية، وتبين أن المتهم واعٍ ومدرك لما حوله جيد الاهتمام بمظهره ونظافته الشخصية لم تنتبه أي نويات من التشنجات أو العنف أو فقدان الوعي طوال فترة الإيداع للفحص، ولا يوجد لديه حركات لا إرادية، وأنه قادر على الانتباه والتركيز، وعاطفته طبيعية وهو متفاعل الوجدان لا يعاني من أي اضطراب في مجرى أو محتوى التفكير، و لا يوجد لديه أي نوع من الهلاوس، وأنه قادر على الفكر التجريدي، وكلامه متناسق، وإجاباته مناسبة للأسئلة الموجه إليه.
إحالة المتهم بقتل زوجته وهي تصلي لمحكمة الجنايات
وبناء على ذلك أمر المحامي العام لنيابات شمال أسيوط الكلية بإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات؛ لاتهامه بقتل زوجته أثناء الصلاة عمدا مع سبق الإصرار والترصد؛ لخلافات زوجية سابقة بينهما، حيث بيت النية، وعقد العزم على إزهاق روحها، وتحين الوقت المناسب لتنفيذ مخططه، والذي أتاه وهي ساجدة في صلاتها بين يدي ربها، فحمل أسطوانة بوتاجاز، وانهال هاويا بها على رأسها؛ مما أدى إلى وفاتها.
تابع أحدث الأخبار عبر