انعقاد المؤتمر العربي الـ 13 بالعراق لرؤساء التدريب والتأهيل الأمني

بدأت جلسات المؤتمر العربي الثالث عشر، لرؤساء مؤسسات التدريب والتأهيل الأمني، اليوم الثلاثاء، المنعقد بالعراق، بحضور كلا من عبد الأمير كامل عبد الله الشمــــري، وزير الداخلية، وقاسم الأعرجين مستشار الأمن القومي ، و رؤساء وأعضاء الوفود العربية.
استهلت الجلسة بكلمة الدكتور محمد بن على كومان، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، حيث عبر عن خالص تعازيه في الضحايا والشهداء الذين سقطوا في فلسطين، وفي الحريق المروع في الموصل، وفي الكارثتين اللتين تعرضت لهما دولة ليبيا والمملكة المغربية، راجيا أن يتغمدهم الله بالرحمة والرضوان ويسكنهم الفردوس من الجنان، وأن ينعم على المصابين بالشفاء العاجل .
قال أمين مجلس وزراء الداخلية العرب، يشرفني ونحن نجتمع اليوم في عراق العروبة، أن أرفع إلى دولة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، أخلص معاني الشكر والعرفان، على العناية الفائقة التي يحيط بها العمل الأمني العربي المشترك والاهتمام الشخصي، الذي يوليه لمجلس وزراء الداخلية العرب، مُقدرا كل التقدير تفضله بوضع هذا المؤتمر تحت رعايته، ومثمنًا عاليًا ما لقيناه من كريم الضيافة وبالغ الحفاوة.
يُشرفني كذلك أن أعرب لـ عبد الأمير كامل الشمري، وزير الداخلية، عن جزيل الشكر والامتنان، للرعاية التي يُوليها للأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، ومكتبها المعني بشؤون الأجهزة الأمنية المساندة الذي يتّخذُ من بغداد مقرًا له، مقدرًا الجهود الخيرة الذي يبذلها مُساعدوه كافة في سبيل توفير كل أشكال الدعم للمكتب بما يسهم بشكل حاسم في قيامه بمهامه على الوجه الأكمل.
أضاف أمين مجلس وزراء الداخلية العرب، ينعقد مؤتمرنا اليوم في العراق الحبيب، في كنف الشرطة العراقية الباسلة التي احتفلنا منذ سنة بمرور مائة عام على إنشائها، قرن كامل من الإنجازات والخبرات المتراكمة، التي سمحت بوصول أجهزة الأمن العراقية بمختلف تشكيلاتها إلى المكانة المرموقة، التي هي عليها اليوم، وجعلت من الكفاءات الشرطية العراقية مصدر إلهام لكل أجهزة الشرطة العربية.
وأضاف أن انعقاد المؤتمر، اليوم، في بغداد، سيكون دون شك مناسبة لتعزيز قدرات أجهزة الشرطة العربية باستلهام التجربة العراقية الثرية في مجال تأهيل وتدريب رجال الأمن بمختلف رتبهم.
كما سيكون هذا المؤتمر كذلك مناسبة للاطلاع على الممارسة الأمنية العراقية المتميزة خاصة في التعامل مع ظاهرة الإرهاب التي خَبرتها أجهزة الأمن العراقية، واستطاعت بتلاحم فريد مع القوات المسلحة والمواطنين والمجتمع المدني والمراجع الدينية المختلفة، أن تَدحَرها إلى غير رجعة بحول الله، بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من تهديد كيان الدولة ووحدتها الترابية.
وتابع لا يسعُ المرء هنا إلا أن يتذكر بكل إجلال وتقدير التضحيات الجسام التي بذلتها هذه الأجهزة، في سبيل إنقاذ العراق من براثن التطرف والإرهاب وجحافل الأرواح الزكية التي قدمتها من خيرة أبنائها البـررة.
تبدو انعكاسات جائحة كورونا التي عصَفت بالعالم قبل عامين وحرَمتنا اللقاء بكم وجهًا لوجه، خلال مؤتمركم الثاني عشر عام 2021م، واضحةً جلية على جدول أعمال مؤتمركم اليوم، فستنظرون في تداعيات هذه الجائحة على برامج التدريب والتأهيل الأمني في الوطن العربي، بحيث يتم تقييم تأثر تلك البرامج بإملاءات الإغلاق والحجر الصحي والتباعد الاجتماعي وتكييفها لتستجيب لتلك الإملاءات.
ولئن كانت هذه الجائحة قد انحسرت بحمد الله، فإنّ عليكم كقائمين على تأهيل أجهزة الشرطة والأمن، أن تضعوا في الحسبان إمكانية ظهور وباء جديد، لا سمح الله ، أو أزمة كبرى مرتبطة بكارثة بيئية مثلًا لا قدر الله، تقتضي وجود برامج غير تقليدية للتأهيل الأمني تتم أساسًا في الفضاء الافتراضي.
وفي هذا السياق ستقُومون بتقييم التدريب والتأهيل عن بعد برصد إيجابياته وسلبياته، وبالنظر في تصور نموذجي لأسلوب هذا النمط من التدريب والتأهيل الأمني، أعده بيت الخبرة الأمنية العربية، الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية التي أنشأها المجلس لتقومَ بما تُكلفها به الدول الأعضاء من برامج ودورات تدريبية إلى غير ذلك من التي تراها الدول مُناسبة، وهو يبيّن الدور التدريبي الهام الذي تؤديه الجامعة.
وأخيرًا لا يخامرنا أدنى شك، في أن هذا المؤتمر سيُشكل لبِنةً بارزة في صرح التأهيل الأمني العربي، وأن جدول أعماله سيحظى بمناقشات بناءة تُفضي إلى مُخرجات مهمة تعزز مكاسب التعاون العربي في هذا المجال.
وختاما يُسعدني أن أجدد التعبير عن تقديرنا البالغ لما لقيناه من كريم الضيافة وبالغ الحفاوة، راجيًا لأعمال المؤتمر أن تكلل بالنجاح..