مخاطر دفع الفلسطينيين إلى الحدود المصرية

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفًا مكثفًا لقطاع غزة بشكل غير مسبوق ردًا على عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 واستطاعت خلالها إلحاق خسائر بشرية ومادية كبيرة في إسرائيل.
تُطرح احتمالات وفرضيات بأن ينزح آلاف الفلسطينيين من غزة إلى الحدود المصرية إذا استمرت الحرب الجارية والضربات الإسرائيلية على قطاع غزة بشكل مكثف بما اضطر المواطنين الفلسطينيين إلى الخروج من غزة، وسيكون المنفذ الوحيد حينها هو الحدود المصرية.
عملية نزوح الفلسطينيين إلى الحدود المصرية

تحمل عملية نزوح الفلسطينيين إلى الحدود المصرية وإمكانية تجاوزها إلى داخل سيناء عددًا من المخاطر والتداعيات الكبيرة، التي لا يمكن أن تقبل بها مصر، ارتباطا بمجموعة من العوامل أهمها:
أن نزوح سكان قطاع غزة إلى داخل مصر هو مخطط غربي وإسرائيلي قديم تضمن إعادة توطين المواطنين الفلسطينيين في غزة في سيناء في منطقة تمتد من العريش بعرض 24 كم حتى الجنوب، كما أن هذا النزوح سيكون بعد تدمير مساكن وأماكن إيواء وبالتالي سيكون نوعًا من الاستيطان داخل.
كما أن الحدود المصرية، ربما تتمدد إلى مناطق مختلفة داخل سيناء وهو ما يحمل معه العديد من المشاكل، فتعمير غزة بعد تلك الضربات إذا ما تم التدخل البري الإسرائيلي سيستغرق وقتًا طويلا، ومن ثم سيتعين على مصر أن توفر لهذه المجموعات أماكن للإقامة والإعاشة وهو عبء كبير لا تستطيع مصر تحمله في هذا الوقت.
تتسلل وسط هذه الجموع من الفلسطينيين عناصر إرهابية وتكفيرية إلى سيناء
كذلك أنه لا يستبعد أن تتسلل وسط هذه الجموع من الفلسطينيين عناصر إرهابية وتكفيرية إلى سيناء وبالتالي إمكانية عودتهم مرة أخرى للقيام بعمليات عسكرية أو التمركز داخل سيناء.
كما أن المناطق التي تجاور الحدود مع غزة هي المناطق التي تم إخلاء أجزاء منها لضمان فرض السيطرة والهيمنة عليها، وبالتالي لجوء هذه الجموع إلى التمركز فيها يضرب الخطة الأمنية الاستراتيجية المصرية.
وخروج الفلسطينيين يعيد طرح الأمن الإقليمي الذي طرح قبل ذلك، وأن تتولى مصر مسؤولية الأمن في قطاع غزة ومسؤولية التعامل مع الفلسطينيين وتخفيف العبء عن إسرائيل في ذلك المجال وفَقًا للقانون الدولي بوصفها الدولة القائمة بالاحتلال. فعند خروج هذه الآلاف يعني ذلك أن مصر ستتحمل عبئا كان من المفترض أن يتحمله المحتل وهو إسرائيل بما يعني أن مثل هذه المخططات إنما تخدم إسرائيل في المقام الأول والأخير
تخلي المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة عن أراضيهم ونزوحهم إلى الحدود المصرية من شأنه تهديد عملية السلام في الشرق الأوسط، وأن يرتب تداعيات أمنية واسعة النطاق ستطال آثارها كافة دول الشرق الأوسط دون استثناء.
تابع أحدث الأخبار عبر