إعصار دانيال بليبيا.. حكاية الحاج ناصر أبو ليلة «مات في حضن ابنه» (صور)

«كان مبسوط بسقوط الأمطار وبيرحب بقدوم الشتاء ميعرفشي أن نهايته بعد كده بيوم».. كان آخر ما كتبه الحاج ناصر أبو ليله، مواطن مصري على موقع التواصل الاجتماعي -فيسبوك- منشور يرحب به بأمطار تسقط في جهة عمله بدولة ليبيا ولم يكن أن تلك هي شرارة كارثة إعصار دانيال الذي سيحصد روحه في الغربة.
غربة طويلة انتهيت بجثتين
غربة طويلة كان بطلها الحاج ناصر أبو ليلة داخل دولة ليبيا يعمل بها على مدار سنوات وكان أخر عودة منها منذ ما يقرب من ستة أشهر زار فيها الأسرة وطلب من نجله «عادل» أن يرافقه في غربته للعمل وحصد الأموال، ولم يكن يعلم أن هذه هي نهايتهما الأثنين ليكون رفيقه في العالم الآخر بدلًا من تجهيز نفسه للزواج.

«إحنا بخير والجو عندنا لطيف وهادي ومبقاش حر خلاص».. كلمات هادئة سبقت العاصفة التي قلبت حال مركز درنة بدولة ليبيا ليحصد أعمار آلاف من الأهالي ومئات من المصريين المغتربين في الخارج، حيث لقي الحاج ناصر أبو ليله ونجله عادل مصرعهما في تلك العاصفة حيث هاجمتهما المياه بغزاره كفيضان لم ينجح في النجاة بأنفسه وأبنه بسبب اقتحام المياه بيوتهم التي كونت أبوابها وشبابيكها من حديد فلم يستطيعا الهروب من الموت.
واكتشاف أحد أصدقائهم في العمل وجارهم في السكن وفاتهما عقب هروبه من غرفته التي لحقتها مياه الفيضان وباستطلاع الأمر في غرفة جاره وجده متوفي وبجواره ابنه يكادا يحضنا بعض ، وهو كان المسئول عن تسليم الجثث للمسئولين في الجيش وكتابة اسمائهم في عداد الضحايا ثم أخبر أسرته أن تتواصل مع آسرة الضحايا بسبب صعوبة اتصاله بهم لقطع الإرسال من وقت لآخر منذ وقوع الإعصار.

صديق الضحية لأسرته : انصبوا العزاء والحداد
طلب صديق الحاج ناصر من آسرته إقامة العزاء لأرواح الضحايا مؤكدًا أن جثثهم ستدفن بالخارج وأنه سيرسل لهم الأوراق الرسمية الخاصة بالمتوفيين وتسليمها لآسرتهما، حيث أن الحاج ناصر لديه ولدين أصغر من المتوفي يتلقيان العزاء في والدهما وشقيقهما حاليًا في مدينة المحمودية بمحافظة البحيرة في مصر.
تابع أحدث الأخبار عبر