«منها الأحوال الشخصية».. كيف غيرت الأعمال الفنية القوانين في مصر؟

نجحت العديد من الأعمال السينمائية في تغيير بعض القوانين في مصر، وعلى رأسها قانون الأحوال الشخصية، حيث كان آخر هذه الأعمال مسلسل «فاتن أمل حربي»، بطولة الفنانة نيللي كريم، الذي تناول قانون الأحوال الشخصية، وما تتعرض له الزوجات في المحاكم والصراع الذي يدور بين الأم والأب حول حضانة الأبناء.
ولفت المسلسل إلى الثغرة القانونية التي ينجح من خلالها الزوج في الضغط على زوجته وتهديدها بأخذ أطفالها منها في حالة الزواج من رجل آخر.
أعمال فنيه غيرت القوانين
وفي السطور التالية يرصد «الحادثة» أبرز الأعمال الدرامية التي نجحت في تغيير العديد من المفاهيم الاجتماعية ونظرة المجتمع، وأيضَا تغيير بعض القوانين.
فيلم «جعلوني مجرما» عام (1954)
جاء فيلم «جعلوني مجرما» عام (1954)، والذي كان من بطولة مجموعة كبيرة من الفنانين على رأسهم الفنان فريد شوقي، ويحيى شاهين، وهدى سلطان، ومن إخراج عاطف سالم.
تدور أحداث فيلم «جعلوني مجرمًا» حول الطفل «سلطان» الذي استولى عمه على ثروته، وأصبح الفتى ضائعًا في الطريق فالتقطته عصابة للنشل، ليقوم عمه بطرده ويودعه إصلاحية الأحداث، وتفشل محاولات الطفل «سلطان» في الحصول على عملا شريفًا بعد خروجه من الإصلاحية، فيقرر بعدها اﻹنتقام من كل من ظلمه.
ونجح فيلم «جعلوني مجرمًا» عقب عرضه في تغيير القانون، وإعفاء المتهم من السابقة الأولى في الصحيفة الجنائية، حتى يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة، لذا احتل الفيلم المركز (26) في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية.
فيلم أريد حلاً عام (1975)
تدور أحداث فيلم «أريد حلاً»، أنه بعد استحالة الحياة بين «درية» وزوجها الدبلوماسي «مدحت» طلبت منه الطلاق، لكنه رفض فاضطرت إلى اللجوء للمحكمة ورفع دعوى للطلاق منه.
وفي نفس الوقت التحقت كمترجمة في إحدى الجرائد، ومن هنا تنشأ علاقة حب بينها وبين رؤوف صديق أخيها، وبعدها تدخل «درية» في متاهات المحاكم وتتعرض لسلسلة من المشاكل والعقبات الصعبة، وتتعقد الأمور أكثر عندما يأتي الزوج بشهود زور يشهدون ضدها في جلسة سرية، وقتها تخسر قضيتها بعد مرور أكثر من 4 سنوات.
وساعد فيلم «أريد حلاً»، في إعادة النظر في قوانين الأحوال الشخصية، والسماح للمرأة المصرية بحق الخلع، والتخلي عن زوجها، بشرط التخلي عن جميع مستحقاتها وحقوقها المادية، لذا احتل الفيلم المركز الثاني والعشرون في قائمة أفضل 100 فيلم بذاكرة السينما المصرية.
«أريد حلاً»،جسد بطولته كلا من:«فاتن حمامة، رشدي أباظة، أمينة رزق، والفيلم من إخراج سعيد مرزوق.
فيلم عفوا أيها القانون عام (1985)
تدور أحداثه حول أستاذة الجامعة «هدى» التي تتزوج من الدكتور «علي» المصاب بعقدة نفسية نتيجة عجزه جنسيًا، ومع مساعدتها له في تخطي تلك الأزمة وعلاجه نفسيًا، يتمكن من الشفاء منخرطًا في علاقات نسائية متعددة أخرى، وفي إحدى المرات تكتشفها «هدى» فتطلق عليه الرصاص فترده قتيلا وتم الحكم عليها بالسجن لمدة 15 عاما.
الفيلم يسلط الضوء على قانون العقوبات، والخاص بقضية الزنا، حيث يصدر الحكم على المرأة بالسجن 15 عاما مع الشغل والنفاذ، باعتبارها جناية في حالة قتلها لزوجها الخائن، بينما يكون الحكم في نفس القضية على الرجل بالسجن شهرًا واحدًا مع إيقاف التنفيذ باعتبارها جنحة، وحتى الآن لم يتم تغيير هذه المادة في قانون العقوبات، ولا تزال محل جدل بين النساء وخاصة المهتمات منهن بحقوق المرأة، «عفوا أيها القانون» بطولة: نجلاء فتحي، محمود عبدالعزيز، هياتم، فريد شوقي، ومن إخراج إيناس الدغيدي.
فيلم كلمة شرف عام (1973)
تدور أحداثه حول «سالم» السجين الذي قُبض عليه ظلمًا في جريمة لم يرتكبها، حيث أن «كامل» شقيق زوجته أخطأ مع فتاة صغيرة فتكون النتيجة جنينًا، وحفاظًا على سمعة الفتاة، يأخذها إلى أحد الأطباء ليُجري لها عملية إجهاض، لكنها تموت أثناء تلك العملية، و يُقبَض على الطبيب، و«سالم» الذي يُسجَن ويُخفي الحقيقة عن زوجته، التي تظن أنه كان على علاقة آثمة مع الفتاة، بينما يقف شقيقها «كامل» بعيدًا منتظرًا لما ستسفر عنه هذه الجولة إلا أن «سالم» يتعرض للتعذيب في السجن.
بعد ذلك يصل إليه خبر أن زوجته في حالة خطرة، وفي طريقها إلى الموت، ويطلب من مأمور السجن الخروج لفترة زمنية محددة، كي يرى فيها زوجته ويعود، وأثناء خروج «سالم» لزيارة زوجته المريضة، تحدث زيارة في السجن من رتبة كبيرة يُتمم فيها على المساجين، ينهي «سالم» مهمة الزيارة، ويعود في الوقت المناسب إلى زنزانته، بعد أن ودّع زوجته.
ونجح فيلم «كلمة شرف» الذي كان من بطولة «فريد شوقي، وأحمد مظهر، ورشدي أباظة، وإخراج حسام الدين مصطفى، في إعادة النظر في الحالات الإنسانية للسجناء المصريين، وتعديل القانون بحيث يسمح للمسجون بزيارة أهله وفق قواعد محددة.
فيلم الشقة من حق الزوجة عام (1985)
تدور أحداث الفيلم حول «سمير» موظف جديد في إحدى المصالح الحكومية، بعد قصة حب، يتزوج بعدها بزميلته كريمة ابنة رئيسه في العمل عبدالمقصود، وتبدأ المشاكل المادية بمجرد ولادة كريمة لطفلتها، يشتري سمير تاكسي بالتقسيط، من أجل تلبية احتياجات أسرته المادية، تشعر كريمة بالملل بسبب انشغال زوجها عنها وتشجعها والدتها نازلي على التمرد وطلب الطلاق، يتم الطلاق بشكل عفوي، ويبدأ النزاع حول ملكية الشقة .
تناول الفيلم أزمة الوضع القانوني للشقة عقب انفصال الزوجين، وخاصة أن القانون ينص على بقاء الزوجة في الشقة حتى انتهاء فترة الحضانة التي تصل إلى 15 سنة.
ونجح فيلم «الشقة من حق الزوجة»، الذي جسد بطولته «معالي زايد، محمود عبدالعزيز، نعيمة الصغير، ومن إخراج عمر عبدالعزيز»، في جعل أحد أهم البنود الممكن إضافتها لعقد الزواج –حديثًا - تحديد من سيكون له حق الانتفاع وحده بمنزل الزوجية في حالة الطلاق.
فيلم آسفة أرفض الطلاق عام (1980)
تدور قصة الفيلم حول الزوجة «منى» التي تكرس حياتها لزوجها لتفاجأ في عيد زواجهما العاشر بزوجها يطلب منها الانفصال بهدوء، وترفع دعوى قضائية ترفض فيها الطلاق.
طالب الفيلم من خلال المنظمات النسائية المصرية بإلغاء حق الطاعة، وجعل الطلاق ينفذ بحكم من القاضي سواء كان الزوج راغبا فيه ليتساوى الزوج أو الزوجة أمام القانون، والفيلم كان من بطولة «ميرفت أمين، حسين فهمي، وإخراج إنعام محمد علي».
فيلم 678 عام (2010)
تدور أحداث الفيلم حول ظاهرة التحرش الجنسي التي تتعرض لها الفتيات، والتي أصبحت ظاهرة منتشرة بكثرة في مصر خلال الفترة الأخيرة، والمجتمعات العربية بشكل عام.
تسبب فيلم «678 عام»، في توصيات قانون التحرش الذي صدر عام 2003، والحكم على المتحرش بعقوبة قد تصل إلى ثلاث سنوات، والفيلم كان من بطولة: «ماجد الكدواني، وبشرى، وباسم السمرة، وإخراج محمد دياب».
تابع أحدث الأخبار عبر