أحدث الأخبار
الجمعة 11 أبريل 2025
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

الكلام عن الزار هتلاقيه دايما مرتبط بالعفاريت والجن والأجواء المرعبة دي

الكلام عن الزار هتلاقيه
الكلام عن الزار هتلاقيه دايما مرتبط بالعفاريت والجن

الكلام عن الزار هتلاقيه دايما مرتبط بالعفاريت والجن والأجواء المرعبة دي، ودا الشكل اللي اتعودنا نشوفه في السينما والتلفزيون، ستات كبيرة في السن ملامحها مخيفة، بتدق على دف بإيدها وهي بتغني بصوت عالي، وعياط وصريخ، وطيور بتدبح وتترمي على الناس، وطبعا كلنا شفنا فيلم الإنس والجن، والتعويذة، وأجواء الدخان والناس الملفوفة في ملايات وبتفضل ترقص وتلف في دايرة مغلقة لحد ما بتقع من طولها وبيغمى عليها.

 


طبعا بالإضافة للحاجات دي كلها بيبقى في رقص هيسيري على موسيقى صاخبة، وإيقاعات غريبة، وكأنها جاية من عالم تاني، يعني لو قلبك خفيف شوية ممكن يغمى عليك قبل حتى ما جلسة الزار تبدأ، والمفروض ان الموسيقى والرقص دا الغرض منهم تطهير البني أدم من الأرواح الشريرة.
نيجي بقى للزار والمصريين عرفوه ازاي، وامته اتحول لعادة مصرية، خلينا نقول ان الزار جالنا عن طريق اثيوبيا والسودان، وبدأ ينتشر في مصر وشمال إفريقيا كلها، وعلى ما يبدو أن المعتقدات الشايعة في طرد العفاريت أو الزار، وصلت مصر في القرن 19، ودا لان الاسم أساسا مشتق من اللغة الأمهرية «زار»، وجرت العادة بأن يقوم بطقوس طرد العفاريت واستحضارها واحدة ست أو الشيخة، أو زي ما بيسموها عريفة السكة، وف مصر الست دي بنقول عليها «الكُدية» وبتختلف بقى طريقة معالجة العفاريت باختلاف المكان اللي جت منه، يعني فيه عفاريت من مصر وعفاريت من الصعيد والسودان، واللي بيخلي الطريقة تفرق هي اختلاف ديانة العفاريت.
والزار في أصله طقس وثني كانت بتعمله القبائل الأفريقية البدائية، واتنقل من الحبشة للسودان ومنها لمصر سنة 1870، ومن مصر بقى انتشر في بقية الدول العربية، والناس بتعتقد انه طقس لاستحضار أرواح الأسلاف والأسياد والشيوخ، وخلال الطقوس اللي بتكون غريبة في بعض الأحيان ومرعبة، الناس بتقول طلباتها أو بيلبسهم جن ويتكلم على لسانهم، أو بيتم شفائهم من مس الشياطين، على حسب معتقداتهم طبعًا.
وعشان الناس تعرف الزار شكله أيه "الحادثة" نقلت لكم معايشة مع فرقة "مزاهر" واللي شغاله في مركز "المكان" اللي أسسه الدكتور أحمد المغربي سنة 2000، وكان الهدف منه انه يحافظ على النوع دا من الفن عشان ميتعرضش للانقراض، وكان شايف ان الزار نوع من العلاج بالموسيقى، و الأجانب بيروحوا الزار ده بقالهم 22 سنة لحد دلوقتى ولسة بيروحوا واختاروا اسم زار مزاهر على اعتبار ان كل اللي جاي عندهم "زائر" وبالنسبة لكلمة زار في حد ذاتها الناس اختلفت عليها، اللي يقول انها جاية من الزيارة عشان الجن بيزور البني أدمين في الزارع، والنص التاني بيقولوا انها جاية من اللغة الأمهرية "زار" ودا اللي بيرجحه الشاعر والباحث في الفلكلور فارص خضر، واللي أكد انها كلمة حبشية الأصل جايلنا من إثيوبيا، والزار غالبا طقوس لرفع الضرر عن الإنسان، وممكن تكون الطقوس دي برده في الوقت نفسه لاسترضاء الجن لو اتمسك بالجسم اللي فيه ومرضيش يطلع منه.
وللناس اللي متعرفش فرقة مزاهر، خلينا نقول انها فرقة فلكورية مكونة من محمد أبو السعود عازف الناي او الكولا، وأم حسن على الطبلة، واتعلمت الفن دا من اخواتها وأبوها اللي كان عازف سنجاا، وكلهم غاويين الزار من زمان، واللي نقلت الفن دا لبنتها عزة محمد، ودى بقى الفرد الجديد في الفرقه، وبنت الست ام حسن، وفي كمان صباح وإمام أبو سمرة عازف سنجا او طنبورة وصوته حلو جدااا، والمشهوره او ام سامح او الست مديحه، ودي بتغني وبتلعب طبلة، والست مديحة هي رئيسة الفرقه، وزمان كان بيسموها كوديا الزار  ولما اتسألت على ان الزار مرتبط بالدجل والشعوذه وتحضير الجن وكده، قالت لا خالص دى حالة جميلة وموسيقى روحانية بس الناس القدام اللى كانوا بيحبوا الزار وبينزلوه، لما بيحضروا بيقوموا يفقروا ويفكوا جسمهم ويطلعوا الطاقة، وان هي حافظه اللحن والكلمات وهما مش مكتووبين أصلا في أي حتة وهى أصلا كانت بتنزل مع والدتها الزار لحد اما والدتها كبرت فأبدت هي تنزل بدالها.
أما بقى ياسيدي فرقة مزاهر دي، فحققت شهرة كبيرة جدا في مصر، ولفوا اكتر من 40 دولة، وعملوا عروض في بلجيكا وفرنسا وروما  وعرفوا المجتمع الغربى على الفرقه وفن الزار، بس الزار اللى بيتقدم في فرقه مزاهر مش هو ده الزار التقليدي، ده زار مودرن شوية، والمكان اللى بتتعمل فيه العروض مصمم بشكل مختلف على طراز بيوت رايا وسكينه كده، فانت اول ما بتخش المكان بتدخل في الحالة علطول، وبيلبسوا لبس مختلف، هتلاقي جلاليب وطرح بس بتصميم قديم، واكسسوارات حجمها كبير، يعنى لبسه حلق لونه دهبي وغوايش في ايديها، بيعملوا صوت وهى بتطبل وبتغني.
والفرقة بتطبل مع الإنشاد والمدح في النبي، وبيقدموا فن الطنبورة، وفي زار مزاهر هتلاقي كل حاجة مختلفة، بيقدموا الفن قبل ما يختفى، والناس بتتفاعل بطريقة عفوية من الأجانب، اللي بيكونوا حاسين بنفس الحالة الروحانية اللي بيبقى عايش فيها المصريين الحاضرين معاهم، الكل بيتبسط وبيبقى سعيد لحد كبير، وعلى فكرة معظم أعضاء الفرقه ستات، بيقدموا فكرة جميلة جداا وهما مميزين في فنهم بصراحة.

تابع أحدث الأخبار عبر google news