الفيشاوي وأحمد عز
حكايات الكبار داخل محاكم الأسرة.. «الولاية التعليمية» وفاتورة المدارس أبرز الخلافات

تكتظ محاكم الأسرة بقضايا “الولاية التعليمية” التى تعتبر أحد نقاط الضعف الذي يلعب عليه الزوجين نكاية فى الطرف الآخر وطبقاً للقضايا المتداولة فإن هذا النوع من القضايا اكثر شيوعًا فى المستويات الثقافية المرتفعة لاختلاف الزوجين على نوع المدارس واللغة التى يدرس بها الطفل ونادر الحدوث بين الطبقات الاجتماعية الأقل لكون معظم الأطفال يتعلمون فى المدارس الحكومية ولا يوجد مادة للخلاف بين الزوجين وإن حدث يكون نكاية فى الزوجة فقط.
نماذج لقضايا الولاية التعليمية
على الرغم من كون زوجها سفير ويمتلك شركة سياحية كبيرة فى إحدى الدول العربية، رفض زوجها سداد المصروفات الدراسية لإبنته، 9 سنوات، والتى تدرس بالمدرسة البريطانية وقام بالتلاعب بالتحريات التى على أساسها يتم تحديد دخل الزوج وقام برفع قضية ولاية تعليمية للصغيرة نكاية بها برغم كونها حاضنة للطفلة حتى يتهرب من سداد المصروفات الدراسية الخاصة بإبنته ويلحقها بمدرسة أقل فى المصروفات.
الكثير من هذه الحكايات متكررة، لا سيما فى الأوساط المرتفعة اقتصادياً واجتماعياً بحسب معتز الدكر المتخصص فى قضايا الأسرة ومحامى المشاهير والفنانين.
الدكر: قضايا الولاية التعليمية هدفها الانتقام من الزوجة
يقول معتز الدكر المحامى: طبقاً للمادة 54 من قانون الطفل لسنة 2018 فإن الولاية التعليمية طبقًا لهذه المادة للحاضنة وتنص أيضًا على عدم التعرض من قبل الأب مثل قيام الأب لتحويلهم من مدرسة دولية إلى أقل ويتم تحديد ذلك على حسب التحريات عن دخله وغيرها، فالقاضى إذا رأى أن الزوج قادر على تسديد المصروفات الدراسية بالتالى يكون هذا بتحديد القانون فيتم الحكم للزوجة بالإلحاق بالمدارس على حسب دخل الزوج سواءً مدارس حكومية أو لغات أو دولية.
وأشار الدكر إلى أن بعض الآباء يلجأون لحيلة رفع الولاية التعليمية خلال فترة الأجازة القضائية لعرقلة الإجراءات.
وفيما يتعلق بنماذج قضايا الولاية التعليمية قال إن النماذج كثيرة فهناك قضية الأب الذي اختلف مع الأم ولا يريد سداد المصروفات للزوجة على الرغم من أن الزوج رجل أعمال ولديه المقدره المالية ولكن هو قرار كيدى للأم ونكاية فيها وهذا النوع من القضايا متكرر بشكل فج؛ فالزوج لا يهمه سوى الكيد إلى زوجته دون وجود مشاكل مادية لديه.
وكشف الدكر أن الولاية التعليمية لا تقتصر على الأزواج المخلوعة أو المطلقين ولكن من حق الزوجة إقامة هذه الدعوى فى حالة وجود خلاف بين الزوجين.
الولاية التعليمية للأب في حالة عدم استحقاق الأم للحصول عليها
أشار المحامي معتز الدكر إلى أن الولاية التعليمية قد تكون للأب فى حالات معينة إذا كانت الأم لا تستحق الولاية التعليمية فى حالة المرض النفسي للزوجة على سبيل المثال، وهى قضية موجودة بالفعل حيث أن الزوجة تعانى من مرض نفسي وتعيش فى ألمانيا مع زوجها وبعد انفصالهما جعلت الولاية التعليمية من حق الزوج وسلمت له الأطفال ثم بعد ذلك فوجىء الزوج بتحريرالزوجة بلاغًا تتهمه بخطف الأولاد والأب طبيب فقام الوالد بتسليمهم للأم مرة أخرى الأولاد ثم حصل على حكم بالولاية التعليمية للأولاد نظرًا لمرض الأم، فيما ردت الزوجة بقضية ولاية تعليمية ضده بعد نزولها إلى مصر مستغلةً غياب الأب وسفره وفى هذه الحالة لا يجوز نقل الولاية التعليمية للجدة من الأم لكونها تعانى من نفس المرض النفسي وهنا فى هذه الحالة سوف تنتقل الولاية التعليمية لأم الأب حسب القانون.
لفت الدكر إلى أن الولاية التعليمية لا تسبب؛ فالقاضى لا يذكر أسباب الولاية التعليمية ولكنه يكتفى بما يتم تقديمه من مستندات والقاضى هو من يصدر القرار سواءً بالرفض أو القبول وهذا ما حدث فى قضية الفنان أحمد عز والفنانة زينة بعدما أراد أحمد عز نقل الولاية التعليمية من المدرسة البريطانية لارتفاع مصروفاتها وبقت الولاية التعليمية للفنانة زينة وحدث نفس الأمر فى قضية الفنانة انتصار ويكون هذا الغرض بسبب ارتفاع المصروفات الدراسية وللنكاية فى الزوجة فى نفس الوقت.
قانون الطفل حسم الجدل حول الولاية التعليمية
فى نفس السياق قال شعبان سعيد المحامى إن قانون الطفل حدد أن تكون الولاية التعليمية بيد الحاضن الذي يكون دائماً أو غالباً الأم ونجد أن الأباء يتعسفون فى نقل أوراق الصغار من المدارس وذلك على سبيل مضايقة مطلقته وهو ما تتعنت معه المدارس وترفض منح الأم أى أوراق من الملف أو اتخاذ اى أوراق وهو أمر وقتى ويحكم فيه فى نفس الجلسة ولكن من المشاكل التى تقابل هذا الموضوع أن يكون مطروح فى الأجازة الصيفية ويمكن أن يؤجل لأكثر من مرة.
وأشار إلى أن الولاية التعليمية للحاضنة وهى الأم سواءً كانت داخل البلاد أو خارجها ولكن من يكون الملتزم بسداد المصروفات فى حالة تعليم الطفل فى مدارس دولية أو خارج البلاد وهذا يتم تحديده حسب يسر وعسر الزوج.
ولفت شعبان سعيد النظر إلى أن مشكلة الولاية التعليمية تكون بسبب التعنت والكيد بين الزوجين فى اختيار نوعية المدارس ولغة التعليم وهكذا مما يتسبب فى مشاكل طيلة الوقت فى هذا الموضوع، مؤكدًا أن الولاية التعليمية غالبًا لا يكون فى مشاكل بشأنها سوى فى الأوساط المرتفعة اجتماعيًا واقتصاديًا.
وقال المحامي شعبان سعيد أيضًا: المقدرة الزوجية للزوج ليس لها علاقة بهذا النوع من القضايا فهناك قضية أحمد الفيشاوى شارك فى اختيار المدرسة وتنازل عن الولاية التعليمية ولكن بعد ما صدر ضده أحكام حاول عرقلة الولاية التعليمية تهرباً من سداد المصروفات.
أضاف سعيد: في إحدى القضايا فوجئت الزوجة الطبيبة بقيام زوجها بنقل طفليه للمحافظة التى يقطن بها خلافات بينهما دون علم الزوجة مستغلاً سلطاته فى ذلك وعدم علم المدرسة الموجود بها الأطفال بوجود خلافات زوجية وقام بنقلهم من مدرسة لغات إلى مدرسة حكومية بمحافظة الشرقية التى يقطن بها وأودعهم عند والدته وقامت الزوجة برفع قضية ولاية تعليمية عقب علمها بذلك.
ولفت سعيد إلى أن الولاية التعليمية قد تنفصل عن الحضانة فى بعض الحالات مثل المرض النفسي للزوجة مشيراً إلى أن المدارس لا تعترض الأب فى اتخاذ أى إجراءات ضد الصغير ولكن تتوقف المدارس فى التعامل مع الأب إذا صدرت ولاية تعليمية للأم وذلك يتسبب فى مشاكل عديدة منها نقل ملفات الأطفال لمدرسة أخرى وتتفاجىء الأم بأن الأب تصرف بشكل يضر بالصغير مما يتسبب فى رفع قضايا الولاية التعليمية لمنع تصرف الأب فى مصير الأولاد.
تابع أحدث الأخبار عبر