عمرها أكثر من 400 عام.. حكاية وكالة عودة التجارية بقنا

اشتهرت محافظة قنا بالوكالات التجارية القديمة في العصور الإسلامية، ضمت المحافظة أكثر من 20 وكالة منها 17 وكالة بقوص ، و3 في قنا وواحدة في قفط، وعدد آخر مغمور بالمحافظة، لم يتبق من آثارها الآن سوي عدة وكالات قليلة مثل وكالة عودة بقوص ووكالة جعبور بقفط، ووكالة أبو السرور بقنا.
وكالة عودة التجارية بقنا
أنشأت الوكالات بغرض التجارة والاستراحة للزوار والمسافرين إلي الحج، لأن الوكالات أنشأت في أماكن قريبة من طريق الحجاج القديم الذي يمر بقوص وقفط وقنا عبر ميناء عيذاب بالقصير قديمًا، وكانت تلك المناطق استراتيجية قديمًا.

وفى هذا الصدد يحكي "لموقع الحادثة" الباحث التاريخي أحمد حسن مراد، عن وكالة عودة القديمة بقوص.
يقول إن الوكالة مر على إنشاءها أكثر من 400 عام، تعتبر أحد المعالم التاريخية والأثرية الباقية من تاريخ محافظة قنا العريق، وأنشأت بغرض التجارة والفندقة أي الاستراحة للمقيمين فيها من المسافرين وكبار الزوار، والتجار من المحافظات الأخرى.
هذا المبني نادر الوجود

الوكالة عبارة عن مبني كبير له باب خشبي كبير مدبب بمسامير ضخمة وغلق كبير مصنوع من الخشب والحديد، هذا المبني نادر الوجود، مكون الحائط الرئيسي من الطوب الآجر الأسود والأبيض ويتوسطها أعتاب خشبية، كما أن لمدخل الوكالة عتبة خشبية كبيرة فوق الباب العريض، وفوقها من الأعلي أيضًا رسومات مكعبة ومنجمة ووريدات من الطوب الآجر الأسود والأبيض، على عرض وطول واجهة المبني.
مشيرًا إلي أن الوكالة تتكون من عدة أدوار وطوابق، الطابق الأرضي من عدة حجرات، بغرض الأعمال التجارية وعلى الباب الرئيسي يوجد حارس أمني لحراسة المبني من السرقات، بينما الدور الثاني مكون من عدة حواصل، وغرف للمقيمين من بلاد المغرب العربي الذين يأتون للحجاج، والتجار الذين يأتون من المحافظات الأخرى بغرض التجارة والبيع، وذلك عندما كانت المنطقة من أكبر المراكز التجارية على مستوي الوطن العربي.
ويقول الباحث التاريخي، إن الوكالة أمها دكة مازالت موجودة حتى الآن، حيث كانت ملتقي للأدباء والمفكرين والعلماء، وكان كل عام يأتي الشيخ صديق المنشاوي للقراءة فى حفلات القرآن الكريم فى المواسم الدينية، وكان يخصص له غرفة خاصة به يقيم فيها، لا تتغير.
ويكمل حديثه قائلًا أن الوكالة تم تجديدها وموثق ذلك علي العتبة أن تم تجديدها عام 1301 هجرية و 1880 ميلادية، أى جُددت منذ 144 عام، شهد ذلك المكان تجارة واسعة وحفلات دينية عديدة.

كانت الوكالة تنسق مع مسؤول الأمن فى الحكومة أثناء موسم الحج وتحدد الحكومة سعر تذكرة الإقامة فيها خلال المواسم الدينية.
وتُعد أحد الأماكن الأثرية والتاريخية والفندقية بقنا، ويذكر أن الرحالة ابن جبير نزل إلي تلك الأرض ومر فيها، لما في المحافظة من معالم تاريخية وأثرية بعضها باقي وبعضها اندثر.