«الحادثة» ينفرد بأول لقاء لأسرة ضحايا مذبحة كفر غطاطي
القصة الكاملة لـ مذبحة كفر غطاطي .. أسرتها : عايزين حق رانيا والبنات| صور وفيديو

لا تزال مذبحة كفر غطاطي بالهرم، واحدة من الجرائم التي تشغل الرأي العام، دموع تتساقط على خدودهم ومشاعر مختلطة بين مرارة فقدان ذويهم ورغبة في القصاص من الجاني، بأصوات شاحبة حزينة.
القصة الكاملة لـ مذبحة كفر غطاطي
تحدثت أسرة ضحايا مذبحة كفر غطاطي بالهرم مع موقع «الحادثة» في أول لقاء لهم منذ وقوع المذبحة التي هزت أرجاء محافظة الجيزة وتحديدا في منطقة الهرم.
لم تتمالك الأسرة أعصابها، فلا زالت صدمة رحيل ابنتهم وطفلتها حاضرة في أذهانهم، بجانب الشقيقات الأربع اللاتي يرقدن في المستشفى بين الحياة والموت، في حالة سيئة للغاية.

نجحت «الحادثة» في لقاء أسرة السيدة رانيا، ضحية «الزوج الشيطان»، الذي ارتكب جريمته بدم بارد، وهرب بتروسيكل من آثار الدماء التي ستظل تلاحقه طيلة حياته.
اقرأ- الحادثة ينفرد بنشر الصور الأولى لأسرة ضحايا «مذبحة الهرم»
والدة «رانيا»، وتدعى الأم «سعدية»، قالت في حديثها لـ «الحادثة» إن ابنتها كانت تعيش في جحيم مع زوجها عبد المولى، وأضافت: «آخر مرة بنتي جاتلى غضبانة وزهقانة من عيشتها، جات لي هي وبنتها سجدة وقعدت عندي 10 أيام ورجعت بيتها تاني، وبعدين كلمتني قالت لي تعالي يا أمي اقعدي معايا، عبد المولى عايز يدبحنا ويدبح العيال»، لتدخل الأم في نوبة من البكاء والحسرة على فراق ابنتها بعد مواجهة مصيرها المحتوم.

استكملت الأم شرح المأساة التي كانت تعيشها ابنتها مع زوجها الجاني، موضحة أنه رغم ظروفها الصعبة وعدم إنفاق زوجها عليها إلا أن "رانيا" كانت ترفض دائما فكرة الطلاق من زوجها «مين هيستحملني بعيالي الخمسة».
«كانت بتقولي أروح فين ياما بعيالي، خليني مستحملة العيشة كدة»، تكمل الأم المكلومة حديثها مشيرة إلى أن زوج ابنتها الجاني «كان على طول يطردها، مرة لوحدها، ومرة بعيالها، وكانت تيجي تشتغل معايا في قطف الدرة، وكانت بتشتغل في حضانة».

اقرأ- والدة ضحية مذبحة «كفر غطاطي»: «قالتلي في آخر مكالمة عبد المولى عايز يدبحني أنا والعيال»| صور وفيديو
شرحت الأم مأساة ابنتها «رانيا» قائلة: « بنتي متجوزة من 17 سنة، وكانت عيلة صغيرة، وظروفها صعبة وأبوها طلع لها «معاش السيسي، تكافل وكرامة، عشان يساعدها في العيشة».

أضافت الأم الحزينة في شرحها لتفاصيل مأساة ابنتها القتيلة: « جوزها كان دايمًا منكد عليها عيشتها، مكنش معاه فلوس، وبنتي رانيا كانت جميلة تقول للقمر قوم وأنا أقعد مكانك».

بدموع منهمرة على خديها، تقول الحاجة «سعدية»، والدة ضحية «كفر غطاطي»: «حسبي الله ونعم الوكيل، كان معيشها في عذاب وضنك، ويعايرها بأم البنات، بنتي كانت بتخلف كل سنة عشان تجيب له الواد، لكن خلفتها كلها كانت بنات، قدر ربنا كده، هنعمل ايه؟».
اقرأ- أم «رانيا» ضحية «مذبحة الهرم»: «بنتي كانت جميلة تقول للقمر قوم وأنا أقعد مكانك»| صور وفيديو
وتابعت الأم الحزينة: «عبد المولى اتجوز عليها مرتين، واحدة عرفي والتانية شرعي وجابت له الواد، ورغم كده بنتي مرضيتش بردوا تتطلق، وكانت بنتي دايما تقولي ياما من حقه هو عايز واد».
واستطردت: «أنا عايزة حق بنتي وبناتها، وكل اللى طلباه يعيشوا معايا مفيش حد هيكون أحن عليهم مني، حسبي الله ونعم الوكيل».

بالكاد، استطاع حمادة حسن عبد المقصود، شقيق "رانيا" المجني عليها، الحديث قائلًا: «ربنا يرحمها بس أنا مش مسامح أي حد اتكلم في عرض أختي، أختي كانت كويسة واسألوا عليها».
أضاف شقيق ضحية مذبحة «كفر غطاطي» والدموع تتساقط منه: «لقيت تليفوني بيرن، وناس صحابي قالولي إلحق أختك وعيالها جوزها دبحهم»، وأكمل: « أنا مكنتش مصدق، لقيت أخويا الصغير هو كمان بيرن عليها وبيقول لي إلحق أختك».تابع شقيق "رانيا": « لما أخويا الصغير كلمني، عرفت إن الكلام حقيقي، ولغاية دلوقتي أنا مش مصدق اللي حصل معاها هي وعيالها، راحت على إيد راجل ميعرفش حاجة عن الإيمان ولا ينتمي للبشر».
اقرأ- الشقيق الأصغر لضحية «مذبحة الهرم»: «شفت أختي كان فاصل راسها عن جسمها وحالق شعرها»| صور وفيديو
ودافع عن شقيقته المجني عليها، بشأن ما تردد عن سوء سلوكها، مؤكدًا حسن سلوكها بشهادة الجيران، وأضاف: «مش مسامح أي حد قال كلام على أختى وسمعتها، وإزاي جوزها اكتشف ده بعد إنجاب 5 أطفال، وهي كانت مشهود ليها بالأدب العالي والأخلاق».

الشقيق الأصغر لـ رانيا، ضحية كفر غطاطي، اعتدل في جلسته، ثم علق قائلًا: «جوز أختي قطع شعرها ومولع في المكان كله بعدما دبحهم».
أضاف جمعة حسن محمد، وهو أول من شاهد جثمان شقيقته بعد إصراره على رؤيتها داخل المشرحة: «وكيل النيابة قال لي يا ابني مش هتقدر تستحمل المنظر، المشهد صعب عليك، قلت له أنا قلبي جامد، ودخلت، وأول ما شفتها وقعت من طولي، مقدرتش، لأن المشهد كان فظيع».

اقرأ- مذبحة الهرم| شقيق الضحية: «جوزها لا ينتمي للبشر ومش مسامح أي حد اتكلم على اختي» (صور وفيديو)
«دخلت وشفت جثة رانيا قبل ما تروح المشرحة»، يقول شقيق ضحية «مذبحة الهرم» متابعًا: «كان فاصل راسها عن جسمها، وحالق شعرها ومولع في مرتبتين، وغرق الدنيا بنزين، بس النار ملحقتش رانيا، كان عايز يولع في البيت، ومسك البنزين رماه على الملايات ومراتب الأنتريه، ربنا ينتقم منه».

أمرت النيابة العامة بحبس مُتهم أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيق معه فيما نٌسب إليه من قتله زوجته وابنته عمدًا مع سبق الإصرار، والشروع في قتله باقي أفراد أسرته بدائرة قسم الهرم، وذلك عقب إقراره تفصيلًا بارتكاب الجريمة في التحقيقات وتأكيد تحريات الشرطة ذلك.
كشفت تحقيقات النيابة العامة خلال التحقيقات التي أجريت في الواقعة المعروفة إعلاميا بـ «مذبحة الهرم» عن سلوك المتهم منفذ الحادث الأليم.

قرار بحبس المتهم مرتكب «مذبحة الهرم»
ذكرت النيابة، في بيان رسمي، أن المعاينة كشفت وجود آثار احتراق بأحد الأسِرة داخل المنزل، وهو ما يعني أن المتهم حاول إشعال النار في البيت عقب ارتكابه الجريمة.
شرحت التحريات الأمنية التي أجريت برئاسة اللواء أحمد الوتيدي نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أن المتهم سبق اتهامه في قضية سرقة، وخرج من محبسه قبل أيام من تنفيذ الجريمة، كما تبين أنه مدمن تعاطي المواد المخدرة «الآيس».

تحريات المباحث في مذبحة «كفر غطاطي»
كما أفادت التحريات أن المتهم بالغ من العمر 40 عاما، وله سجل حافل من الإجرام في مجال المخدرات، حيث اتضح أنه مدمن للمواد المخدرة وكثير التشاجر مع زوجته وبناته الخمسة، وأوضحت أن المتهم تشاجر مع زوجته في ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء الماضي، حيث استمع الجيران لأصوات الصراخ والعويل الصادرة من منزل المتهم، وفي أثناء توجههم أبصروه وهو يحاول الفرار من المنزل ويداه ملطختان بالدماء.

وأفادت المعاينة أن المتهم قام بقتل زوجته 39 سنة، وابنته 9 سنوات، وأصاب بناته الأربعة البالغ أعمارهن ما بين 5 سنوات و16 سنة، وتم نقل الجثمانين إلى ثلاجة مستشفى الهرم تحت تصرف النيابة العامة، ونُقلت المصابات إلى مستشفى الهرم لإنقاذهن وتقديم الإسعافات اللازمة.
تابع أحدث الأخبار عبر