أحدث الأخبار
الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

خبير اقتصادي لـ«الحادثة»: 10 مليارات دولار خسائر مبدئية لتركيا وسوريا جراء الزلزال

أثار الزلزال المدمر
أثار الزلزال المدمر في تركيا

قدر الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، أبوبكر الديب، الخسائر الاقتصادية المبدئية لتركيا وسوريا، بسبب الزلزال الذي ضرب تركيا، وامتدت آثاره الي سوريا، لأكثر من 10 مليارات دولار، فضلًا عن تخطى الضحايا في البلدين 5 آلاف قتيل و24 ألف جريح، ومئات العائلات ما زالت تحت الأنقاض.

تأثيرات الزلزال المدمرة في مدن تركيا

قال أبوبكر الديب إن الزلزال الذي ضرب 10 مدن تركية هي: غازي عنتاب، وقهرمان ماراش، وهاتاي، وعثمانية، وأديامان، ومالاتيا، وشانليورفا، وأضنة، وديار بكر، وكيليس، ومحافظات سورية عدة، لا سيما الشمالية والوسطى منها، تسبب في انهيار الالاف من المباني العام والخاصة والتاريخية من بينها قلعة غازي عنتاب التي بنيت خلال مرحلة الإمبراطورية الرومانية، قبل أكثر من 2000 عام، فضلًا عن تعليق الإنتاج الصناعي في العديد من المصانع، وتضرر البنية التحتية ما يرفع فاتورة إعادة الإعمار.

أضاف الديب أن ما يقارب 13.5 مليون مواطن تركي تأثروا بالزلزال بشكل مباشر في الولايات الـ10 التي ضربها، فيما أشارت السلطات التركية إلى أن الزلزال أدى إلى انهيار 5775 مبنى.

هبوط الليرة التركية 

أشار الخبير الاقتصادي إلي هبوط الليرة التركية مباشرةً بعد وقوع الزلزال إلى مستوى قياسي جديد مسجلةً 18.85 أمام الدولار، قبل أن تعاود التعافي فيما انخفض مؤشر الأسهم الرئيسي في تركيا بنسبة 4.6%، مع تهاوي البنوك بأكثر من 5%، قبل تقليص بعض الخسائر، وتم تعليق صادرات النفط من خط أنابيب حكومة إقليم كردستان وتركيا وأوقفت وزارة النفط السورية العمل في مصفاة بانياس النفطية لمدة 48 ساعة وتوقف ميناء النفط التركي في "جيهان".

كما تضرر ميناء إسكندرون الواقع في إقليم خطاي بجنوب البلاد فيما أكدت شركة بوتاش التركية لتشغيل خطوط الأنابيب عدم تضرر خطوط الأنابيب الرئيسية، ثم أعلنت تركيا بدء ضخ النفط عبر خط أنابيب كركوك - جيهان الممتد من العراق إلى تركيا اليوم الثلاثاء، بعد توقفه بسبب الزلزال القوي والهزات التي وقعت في جنوب شرق تركيا أمس الإثنين ومن المتوقع استئناف الصادرات من جيهان اليوم الثلاثاء أيضًا.

دمار شديد في غازي عنتاب التركية جراء الزلزال

أبرز الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الزلزال

أشار أبوبكر الديب إلى أن الزلزال أصاب غازي عنتاب التي تعد عاصمة الصناعة في تركيا وباتت أكثر المدن التركية تضررًا من تداعيات الزلزال، فقد لعبت المدينة دورًا مهمًا في الاقتصاد التركي بمؤسساتها الصناعية وبنيتها التحتية التجارية، واحتلت مكانتها بين مجموعة المدن القليلة التي تسهم بشكل أكبر في إيرادات الدولة بعد مدن مثل إسطنبول وكوجالي كما تقع منطقة الزلزال بالقرب من خط أنابيب باكو جيهان وخط أنابيب كركوك - يومورتاليك، حيث يقع أحد محطات توليد الطاقة، لكن لا يوجد ضرر كبير في محطات الطاقة وخطوط الأنابيب، كما أن أول محطة أكويو للطاقة النووية في تركيا تقع في مكان قريب لكنها آمنة.

أوضح الديب أن الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والأعاصير المدارية تسبب أضرارًا اقتصادية هائلة فضلًا عن مخاطرها البشرية، وأدى الزلزال الذي شعر به سكان سوريا ولبنان والعراق ومصر واليونان وقبرص وأرمينيا، إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى في تركيا وسوريا، إضافةً إلى انهيار عدد كبير من المباني وحصار العشرات تحت الأنقاض، وخروج السكان إلى الشوارع المغطاة بالثلوج وأعلنت السلطات التركية درجة الإنذار الرابعة التي تعني طلب مساعدة دولية.

أثار الزلزال المدمر في سوريا

تشمل الخسائر الأصول الرأسمالية والبنى التحتية مثل المساكن والمدارس والمصانع والمعدات والطرق والسدود والجسور ورأس المال البشري وفقدان العمال المهرة، فضلًا عن الأضرار المادية والحرائق والانفجارات والانهيارات الأرضية الناتجة عن الزلازل.

أشار الخبير الاقتصادي إلى وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الزلزال، بأنه أكبر كارثة شهدتها البلاد منذ عام 1939، وأنه أعلن الحداد في البلاد.

ترتيب الاقتصاد التركي عالميًا وقدرته على تجاوز الأزمات

قال أبوبكر الديب، أيضًا أن تركيا يمكنها في النهاية احتواء وامتصاص هذه الكارثة فهي تمتلك أحد أكبر 20 اقتصادًا عالميًا وشهد الوضع الاقتصادي التركي تطورات مذهلة في الأعوام الماضية، وأصبح ترتيب اقتصاد تركيا ينافس أقوى الأنظمة الاقتصادية حول العالم، وخاصة الأوروبية منها، ويحصل الاقتصاد التركي على المركز الـ11 عالميًا كما أنه في تركيا، يتم تقديم التأمين الإجباري ضد الزلازل والذي أقرته الدولة التركية بعد زلزال إزميد 1999، وتصل قدرة سداد مطالبات التأمين بقيمة 2.5 مليار دولار ومنذ عام 1999، اتخذت تركيا تدابير كبيرة لتشييد المباني وفقًا للإجراءات العالمية والحد من الضرر من الكوارث الطبيعية ويغطي التأمين الأضرار التي تصيب الأبنية بعد الزلازل.

أكد الديب أن المشكلة تكمن في سوريا التي أنهكتها الحرب الأهلية، ودمرت بنيتها التحتية مشيرًا إلى قول مسئول كبير في الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة إن الأضرار التي لحقت بالطرق ونقص الوقود والطقس الشتوي القاسي في سوريا كلها عوامل تعرقل مواجهة الوكالة لآثار الزلزال الذي وقع الإثنين في البلاد وترك الملايين في حاجة إلى المساعدة.

وطالب الديب دول العالم والأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بمد يد العون للشعبين التركي والسوري للمرور من هذه الكارثة بسلام داعيًا إلى رفع الحصار عن سوريا.

تابع أحدث الأخبار عبر google news