أحدث الأخبار
السبت 19 أبريل 2025
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

بعد إحالة «ضابط سيدي براني» لـ«الاحتياط».. كيف تتعامل «الداخلية» مع تجاوزات رجال الشرطة؟

ضحية سيدي براني
ضحية سيدي براني

بينما أجرت النيابة العامة تحقيقات موسعة في أحداث «سيدي براني»، على خلفية محاولة اقتحام قسم الشرطة بعد وفاة مواطن، أثناء استيقاف أحد المواطنين بأحد الأكمنة بمرسى مطروح، وإصدارها قرارًا بإحالة ضابط شرطة و5 آخرين إلى الجنايات، قررت وزارة الداخلية إحالة ضابط الشرطة إلى الاحتياط وفتح التحقيق مع 9 أفراد شرطة آخرين، بعد إجراء تحقيقات إدارية داخلية.

 

وأد الفتنة

 

قطعت وزارة الداخلية الطريق أمام قاصدي الفتن ومروجي الشائعات، فور نشوب الأحداث الملتهبة بمحافظة مرسى مطروح، وأجرت تحريات بنزاهة منقطعة النظير، انتهت بتقديم الضابط المتهم إلى النيابة العامة لمعاقبته جنائيًا نظير ما بدر منه من جرائم في حق المجني عليه.

 

يقول اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن قطاع التفتيش والرقابة بوزارة الداخلية، حريص على بقاء العلاقة إيجابية بين رجل الشرطة والجمهور في الشارع، بخاصة أن طبيعة عمل رجل الشرطة مكروهة للجمهور، لأنه سلطة تنفيذ وإنفاذ القانون، بما خوله له القانون الدستور حتى لا نعيش في غابة.

 

تجاوزات محدودة

أضاف اللواء «نور الدين» في تصريحات خاصة لـ«الحادثة» أنه لا توجد خصومة بين الشرطة وبين المواطنين، إلا أن بعض التجاوزات من صغار الضباط تعمق كراهية في نفوس البعض، في الوقت الذي تحرص فيه وزارة الداخلية على عدم تكريس الكراهية.

 

درس 25 يناير

«استوعبت وزارة الداخلية الدرس في 25 يناير»، يشير الخبير الأمني، موضحًا أن الجميع رأى خارجين عن القانون في موقف سلبي أمام حرق أقسام الشرطة وسرقة الأسلحة والذخائر من داخلها، في وقت كان بديهي أن يدافع المواطنون العاديون عن أقسام الشرطة، لكن نظرًا لالتهاب الأحداث آنذاك واشتعالها، ومع دعاية الغرب والكارهين للدولة، وقف المواطنون يشاهدون بأعينهم إشعال النيران في أقسام الشرطة ومؤسسات الدولة.

 

وتابع في حديثه بأن وزارة الداخلية قاسية جدا على أفرادها وضباطها في أى تجاوزات ترتكب منهم، لافتًا إلى أنها أدانت الضابط المتهم في أحداث سيدي براني بمرسى مطروح، قبل انتهاء النيابة العامة من التصرف في القضية، وهذا يعني أن وزارة الداخلية تراقب انحرافات الضباط المسلكية والانضباطية، وتتخذ ما تراه مناسبا بحق من تراه مخطئًا.

 

العبث بالأدلة

ونوه مساعد وزير الداخلية الأسبق، بوجود مادة في المحاكمات العسكرية، تنص على وقف وإحالة فرد أو ضابط الشرطة إذا ما وضع نفسه موضع الشك والريبة مما يسيء إليه وإلى الجهة التي ينتمي إليها.

 

واستطرد مشيرًا إلى أن الداخلية تصدر قراراتها وفقًا لتحقيقاتها الداخلية الإدارية مع الأفراد والضباط حال إدانتهم، حتى تغل أيديهم عن العبث بالأدلة، كما أنها تهذب من سلوك الضابط بوقف نصف راتبه.

 

وأكد الخبير الأمني لـ «الحادثة» أن الداخلية حريصة على صورة الضباط في أعين المواطنين، حتى لا يتكرر ما حدث في ثورة 25 يناير، لافتًا إلى أنه وفي خلال 30 يونيو حدث صلحًا تاريخيًا بين الشرطة والشعب، وحمل المواطنون رجال الشرطة فوق أكتافهم في ميدان التحرير، ووزع رجال الأمن المياة والورود في الشوارع على المواطنين.

 

 

أصدرت النيابة العامة قرارا بإحالة ضابط شرطة وخمسة آخرين إلى المحاكمة الجنائية لمعاقبتهم في الأحداث الواقعة بمنطقة سيدي براني بمرسى مطروح في 11 يوليو الجاري.

 

روت النيابة العامة تفاصيل الأحداث التي أسفرت عن مصرع مواطن يدعى «حفيظ حويا»، وشهرته «فرحات المحفوظي»، متأثرًا بإصابته برصاص ضابط شرطة.

كاميرات المراقبة

تحفظت النيابة العامة على أجهزة المراقبة المتواجدة بمسرح الأحداث، فتبينت منها صحة رواية الشهود من انطلاق المتوفى بسيارته مسرعًا حال محاولة قوات الأمن استيقافه دون امتثال، ثم توقفه لاحقًا متأثرًا بإصابته.

 

وعاينت النيابة العامة السيارة فتبينت ما بها من آثار، كما سألت النيابة العامة أفراد القوة الأمنية المذكورين، وتبينت من شهادتهم عدم امتثال قائد السيارة المتوفى لأمرهم بالتوقف.

 

شهود العيان

قالت النيابة العامة في بيانها، الأحد، إنها سألت أربعة من شهود الواقعة فتوافقت أقوالهم على انطلاق قائد السيارة المتوفى بسيارته مسرعًا حال محاولة قوات الأمن استيقافه خلال حملة أمنية استهدفت الحد من ظاهرة الاتجار في المواد المخدرة والهجرة غير الشرعية.

 

وتابعت النيابة موضحة أن سائق السيارة لم يمتثل لأمرهم بعد مطالبة القوات توقفه أكثر من مرة.

 

أعيرة نارية

استجوبت النيابة العامة الضابط فيما هو منسوب إليه من اتهامات، فأنكر وأكد أنه إثر محاولة قائد السيارة دهسه انطلقت أعيرة نارية منه نتيجة فقدانه الاتزان.

وقد انتهت تحريات الشرطة إلى إطلاق الضابط تلك الأعيرة صوب الإطارات قاصدًا تعطيل السيارة، إلا أن قائدها استمر في الإسراع نحوه فحدثت إصابته.

 

وذكرت التحقيقات- بحسب بيان النيابة العامة - أنها تأكدت من صحة أقوال شهود العيان عقب فحص كاميرات المراقبة المتواجدة في مسرح الحادث.

 

بينما أفادت تحريات الشرطة أن الضابط أطلق الأعيرة النارية ناحية إطارات السيارة قاصدًا تعطيلها.

اقرأ أيضا: الدفع بلانشات إطفاء للمساهمة في إخماد حريق مركب نيلى بالحوامدية (صور)

تابع أحدث الأخبار عبر google news