«اعتبرتهم ماتوا».. أمينة في دعوى نفقة: «اتبرى من بناته عشان ميصرفش عليهم»

بخطوات مثقلة وملامح حفر عليها الزمن قسوته وقفت «أمينة» في أواخر الثلاثينات من عمرها على أعتاب محكمة الأسرة بالجيزة، تحمل صغيرتها وبجانبها ابنتها الكبرى، فيما شرد ذهنها بعيدا حيث البدايات والزواج من رجل ظنته الضهر والسند قبل أن تهوي أحلامها كلها دفعة واحدة واكتشافها أن من ضيعت في سبيله أجمل سنوات عمرها، رجل أخر تبدل حاله وصار وحشا ولا تعرف الرحمة طريقا إلى قلبه، متخليا عن نخوته في الإنفاق على ابنتيه وتركهم فريسة للجوع والشارع.
على صوت حاجة حاجب المحكمة الغليظ استفاقت أمينة من غفوتها وأسرعت نحو القاضي تسرد له حكايتها وهي تضع أمامه رزمة من الأوراق.
اختيار خاطيء
بدأت أمينة حديثها وعلى وجهها علامات الندم لاختيارها الخاطئ: «اتجوزته من 15 سنة وكان في البداية ملاك وراجل قد كلمته وشايف مصالح البيت وشايلني في عينيه، لغاية ما خلفت بنتين وبعدها بدأت المشاكل لما لقيته اتغير وبقى واحد تاني».
وتابعت الزوجة « كان بينا مشاكل كتير وكنت بحاول أصلح الدنيا بينا بس هو برضو مكنش فارق معاه حاجة، مضيفة "زادت المشكلات بينا بسبب إنه بقا عديم المسئولية ومش بيصرف على البنات واتكلمت معاه كذا مرة وهو برضو ولا بيهمه أي حاجة».
أدركت الزوجة عدم مسئولية الزوج وعدم الاهتمام بمصاريف البيت ما دفع الزوجة للبحث عن العمل لتصرف على ابنتيها وبدأت في إعطاء دروس خصوصية لكسب المال، ولكنها كانت تواجه صعوبة في الإنفاق على البيت وتغطية مصاريف بناتها بالكامل.
أقرأ أيضًا: سمية في قضية الخلع: « مش راضي يخس وعايز صينية بطاطس الساعة 2 بالليل»
الانفصال الأول
بعد محاولاتها المتكررة مع زوجها طلبت «أمينة» الانفصال والعيش مع بناتها مستقلة وتم الانفصال في السنة السادسة من الزواج، تدخل الأهل والأصدقاء لتهدئة الأوضاع ورجوع الزوجين لبيت الزوجية مع ابنتيهما وبالفعل رجعت أمينة لزوجها بعد أشهر من الانفصال على أمل صلاح حاله والاهتمام ببيته وبناته، ولكنها كانت مخطئة لأنه بعد رجوعها اكتشفت خيانة الزوج لها، "كنت فاكراه حاله اتصلح وهيهتم بالبيت والعيال بس مفيش فايدة".
تابعت: "قلت مش بيصرف وسكت بس لاقيته بيخوني وبيكلم ستات كتير من ورايا ولما واجهته قالي انتي غلطانة أنا مبكلمش حد".
أقرأ أيضًا: محكمة الأسرة تلزم "شاكوش" بدفع 20 ألف جنيه نفقة شهريًا
انفصال للمرة الثانية
لم تتحمل أمينة خيانة زوجها وطلبت الطلاق للمرة الثانية وبأن محاولات الأقارب هذه المرة بالفشل في الإصلاح بينهما وتأكدت الزوجة من عدم صلاح الزوج فصممت على الانفصال وتم الطلاق، أخذت ابنتيها وذهبت بعيدًا عن زوجها وعندما طالبت بمصاريف للبنات رفض الزوجة ما جعلها ترفع دعوى نفقة صغار لتأخذ حق صغارها.
توسلت أمينة للزوج بالتقرب من بناته ولكنه لا يهتم لأمرهما وفي ذات يوم صرخت في طليقها في مكالمة هاتفية: “نفسي مرة تشوف بناتك وتخرجهم زي الناس مابتعمل مع عيالها”، ليرد الأب عديم الرحمة: أنا اعتبرتهم ماتوا"، سمعت الابنة الكبرى "ملك" التي تبلغ من العمر الحادية عشر سنة حديث والدها عنها هي واختها وتأثرت بحديثه ما جعلها تتعود على غياب والدها الذي لا يستحق لقب الأب.
توجهت أمينة لمحكمة الأسرة بالجيزة لرفع دعوى نفقة صغار بعد رفض الزوج دفع أي مصاريف لابنتيه ولاتزال القضية منظورة في المحكمة حتى الآن.