مشرف بالأزهر لـ الحادثة: "الأزيديات" كلمة السر في تجفيف منابع التطرف

تعد “الأزيديات” أحد العناصر المهمة في معرفة الفكر المتطرف، حيث تعد الناجيات منهن من سبي وإرهاب التنظيم الإرهابي داعش، كلمة السر في فك شفرة هذا التنظيم الإرهابي والوقوف على آليات حقيقية للمواجهة بمنظور تفاعلي مع المعطيات الميدانية اللائي رصدنها خلال تواجدهن بين أفراد التنظيم.
الناجيات من قبضة داعش
وفي حديث خاص مع الدكتور حمادة شعبان، مشرف وحدة رصد اللغة التركية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، قال لـ “موقع الحادثة” إن شهادة الأزيديات مهمة في تجفيف منابع الفكر المتطرف، وذلك بعد أن انتشرت في المواقع والصحف على مدار الأيام الماضية قصة السيدة الأزيدية "بهار" التي اختطفها تنظيم داعش في عام 2015 وباعها 5 مرات، وأدلت بشهادتها حول ما حدث لها من التنظيم ومعها ثلاثة من أبنائها الثلاثة.
مشيرة أنها حتى الآن لا تعرف مكان زوجها ومعه أحد ابنائها، وأنها تعتقد أن التنظيم قد قتلهم. كما أكدت "بهار" أنها وأبنائها تعرضوا للضرب مرات كثيرة، وأنهم أجبروها على أن تكون زوجة لمن اشتراها، يطلبها وقتما يريد. كما ذكرت "بهار" أن من أنقذها هو رجل يدعى "أبو شجاع"، وأنه أنقذ كثير من الأزيدين من يد التنظيم.
ويرى مشرف وحدة رصد اللغة التركية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن الطائفة الأزيدية من أكثر الطوائف التي تعرضت لظلم تنظيم داعش، وأن هناك مئات مثل "بهار" تعرضن لمثل ما تعرضت له عندما احتل التنظيم مدينة "سنجار" في العراق.
اقرأ أيضا .. مشرف بالأزهر يكشف عن آلية تفكيك التنظيم الإرهابي
كما أشار "شعبان" إلى أن من أشهر الفتيات الأزيديات التي تعرضن للأسر هي الفتاة "نادية مراد"، التي خطفها التنظيم عام 2017 وحصلت على جائزة نوبل في السلام عام 2018 بعد تحريرها، مضيفًا أن هذه الفتاة ألفت كتابًا بعنوان "الفتاة الأخيرة: قصة أسيرة ونضالها ضد داعش"، تحدثت فيه عن أسرها من قبل التنظيم، واستخدامها كسلعة تُباع وتشترى، وتعرضها للاغتصاب الجماعي.
وشدد المشرف بمرصد الأزهر على أن التنظيم يستهدف نساء هذه الطائفة لأنه يعدهن كافرات ويجوز سبيهن ومعاملتهن معاملة الإماء وبيعهن في الأسواق والاستعانة بهن في أعمال الخدمة في البيوت والمعسكرات، مؤكدًا أن التنظيم أسس أسواقًا لبيع البشر في المدن التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق، وكان يتم الترويج لذلك عبر إعلانات على مواقع التواصل أو حتى على الجدران في المدن سالفة الذكر.
كما أكد "شعبان" على ضرورة الجلوس مع هؤلاء الفتيات باعتبارهن شاهدات عيان على الحالة الفكرية لأعضاء هذا التنظيم، من أجل معرفة ذهنية قادته وأفراده حتى نستطيع في النهاية من وضع علاج وقائي يحمي مجتمعاتنا من التطرف وخطورته.
تابع أحدث الأخبار عبر