أحدث الأخبار
السبت 19 أبريل 2025
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

الجريمة المنظمة والطائفية في نيجيريا (6)

الخطف المتواصل وتفشي الجريمة المنظمة بنيجيريا.. الأسباب والتداعيات

ضحايا الصراعات في
ضحايا الصراعات في نيجيريا

مع انتشار الصراعات الإثنية والدينية، ومثالًا لذلك جماعة (بوكو حرام)، والتي تنشط في شمال نيجيريا نتيجة للعنف بين الجماعات العرقية والمزارعين والرعاة، ذلك العنف الذي يحركه دوافع دينية، هناك أيضًا مقاتلو دلتا النيجر، والذين يهددون دائما بشن حرب على الدولة؛ نتيجة لقتل القوات الأمنية في البلاد المدنيين بشكل عشوائي، وأكدت العديد من التقارير تعود الشرطة على القتل خارج نطاق القضاء.

المظالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتفشي الجريمة المنظمة في نيجيريا

توضح الأشكال التالية أبرز أحداث العنف التي تحركها المظالم السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية في نيجيريا خلال المدة (2011 – 2020)، وذلك على النحو التالي:

عمليات القتل خارج إطار القانون خلال المدة (2011 - 2020)

 

المتأمل في الشكل السابق يلاحظ بوضوح ارتفاع المعدل التراكمي لضحايا عمليات القتل خارج إطار القانون خلال المدة (2011 - 2020)، ووصل عدد الضحايا ذروته خلال عام 2014، كما ارتفع المعدّل الشهري لضحايا عمليات القتل خارج إطار القانون وبلغ ذروته في 2020. 

 

رصد عمليات جماعة بوكو حرام خلال المدة (2011 – 2020)

 

في هذا الشكل نلاحظ بوضوح التباين الكبير في معدلات العمليات التي تقوم بها جماعة بوكو حرام خلال المدة (2011 – 2020)، إذ بلغت هذه العمليات ذروتها منتصف عام 2015، بعدما كانت في أدنى مستوياتها خلال عام 2011.

 

إجمالي عدد الوفيات حسب الجهة الفاعلة خلال المدة (2011 - 2020)

 

 

يرصد هذا الشكل إجمالي عدد وفيات وضحايا أعمال العنف والقتل في نيجيريا حسب الجهة الفاعلة خلال المدة (2011 – 2020)، وتصدرت الجهات الحكومية قمة الهرم؛ باعتبارها الجهة الفاعلة الأولى لعمليات القتل في نيجيريا، تليها جماعة بوكو حرام، ثم أعمال القتل والعنف الناجمة عن صراعات طائفية، وأخيرًا أعمال العنف الصادرة عن جماعات مسلحة أخرى، وعليه يمكننا التأكيد على أن عدد القتلى الذين سقطوا على يد الجهات الحكومية تمثل أعلى نسبة، ولعل معظم هؤلاء القتلى ينتمون لجماعات إرهابية.

 

مقتل 8 آلاف وتشريد 200 ألف.. نرصد بالوثائق ضحايا الشغب الطائفي في نيجيريا

 

الصراع على الموارد وتفشي الجريمة المنظمة في نيجيريا

يُعدّ الصراع على موارد الأراضي والمياه من أبرز الدوافع المسببة للجريمة المنظمة في نيجيريا، خاصة في شمال نيجيريا، والتي تتفشي فيها النزاعات بين المزارعين والرعاة، ووصلت هذه الصراعات إلى مستويات حرجة في السنوات الأخيرة؛ نتيجة للتغيرات في الظروف المناخية والبيئية، وسط تزايد الضغوط الديموغرافية، إذ شهد أقصى الشمال على مدى العقود الأخيرة تقصيرًا كبيرًا في طوال موسم الأمطار؛ مما أدى إلى تناقص مصادر المياه وزيادة الظروف الصحراوية أو شبه الصحراوية التي أدت بدورها إلى تقليص الأراضي الصالحة للزراعة والمراعي، في غضون ذلك أدى النمو السكاني السريع في المنطقة إلى زيادة الطلب على الأراضي المتاحة.

 

قبائل الهوسا في نيجيريا

 

وفي ظل الصراعات على مصادر المياه والأراضي المتاحة حشد الشباب في العديد من مجتمعات الهوسا أنفسهم للدفاع عن قراهم ضد الهجمات الإجرامية المنظمة، وتجهزوا بالبنادق والمناجل والهراوات محلية الصنع وأسلحة بدائية أخرى، وفرضوا عقوبات قاسية على مرتكبي السرقات والغارات الحقيقيين أو المفترضين، وبذلك أصبحوا هم أنفسهم مصدرا لانعدام الأمن.

واستهدف الحراس بشكل خاص العديد من سكان البلدة من الفولاني الذين اتهموا بسبب انتمائهم العرقي مع رعاة الماشية الفولاني في الغابات بالتواطؤ في نشاط إجرامي، وشملت العقوبات الاعتقالات التعسفية والتعذيب والمصادرة العشوائية للماشية والقتل خارج نطاق القضاء، مع اقتحام المشتبه بهم في بعض الأحيان حتى الموت في الأسواق والأماكن العامة الأخرى، وأحرق الحراس أحيانًا مستوطنات الفولاني؛ مما أجبر الضحايا على الفرار إلى الغابات.

 

قبائل الفولاني في نيجيريا

 

أدت أنشطة وفظائع الحراس إلى تدهور العلاقات ونشوب الصراعات بين رعاة الفولاني ومزارعي الهوسا؛ مما أجبر رعاة الفولاني على تشكيل مجموعات ميليشياوية معروفة باسم يان بنديجا (أصحاب الأسلحة)؛ بهدف حماية أنفسهم وماشيتهم وللانتقام من فظائع الحراسة الأهلية، وبالغت هذه الميليشيات في الدفاع عن أعضائها، لدرجة أنهم قرروا قتل ما لا يقل عن 50 شخصًا مقابل كل شخص يُقتل من قبيلتهم، وجمعت هذه الميليشيات الأموال لشراء الأسلحة من مجموعة من المساهمات المجتمعية ومجموعة من الأنشطة الأخرى المزعومة، بما في ذلك الاختطاف من أجل الفدية، ومع تصاعد العنف اكتسبوا بشكل متزايد قوة نيران أكثر تطوراً، معظمها في شكل أسلحة مهربة من الصحراء والساحل عبر الطرق الدولية.

كما اشتروا أسلحة من جماعات مسلحة أخرى في شمال شرق نيجيريا، بما في ذلك جماعة بوكو حرام، وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا، أو من أفراد الأمن الحكوميين الفاسدين، ومستوردي الأسلحة في جنوب نيجيريا، وتجار الأسلحة المحليين، ونتيجة لإهمال سلطات الدولة في التعامل مع الأزم؛ اشتعلت الأوضاع في تلك المنطقة، وزادت معدلات الجريمة المنظمة، وأدت هذه الأسباب مجتمعة إلى تفشي الجريمة المنظمة في نيجيريا.

تابع أحدث الأخبار عبر google news