في عيدها الـ71
حكايات وبطولات شهداء الشرطة «عرض مستمر»

تضحيات رجال الشرطة البواسل، في 25 يناير عام 1952، ستظل ذكرى في القلب، ولن تمحى من الذاكرة، وستتذكرها الأجيال من أبناء وزارة الداخلية، ممن يقدمون أرواحهم فداءً لوطنهم، يستلهمون من هذا التاريخ عبر ودروس في التضحية من أجل مصر.
لا يمكن أن ننسى تصدي العيون الساهرة للإنجليز، واستبسالهم لآخر لحظة فى الدفاع عن الوطن، حتى قرر الجنرال الإنجليزي، منح جثث شهداء الشرطة التحية العسكرية عند خروجهم من مبنى محافظة الإسماعيلية.
وائل طاحون.. حكاية شهيد
الجوكر، صاحب الابتسامة الهادئة، الشهيد العميد وائل طاحون، أحد أبناء مديرية أمن القاهرة، كان من أكفأ ضباط مباحث مديرية أمن القاهرة، لقبه رؤسائه بالجوكر، نظرا لحماسته الشديدة وحبه للعمل .
الشهيد البطل من مواليد قرية النحارية التابعة لمركز كفر الزيات، محافظة الغربية، وضعته جماعة الإخوان الإرهابية ضمن «القائمة المطلوبة بعد أحداث يناير»، وشغل عدة مناصب، منها مُفتشًا للأمن العام بإدارة البحث الجنائي، ولكن قبل ذلك، بدأ حياته في مباحث القاهرة كمعاون مباحث ورئيس مباحث مدينة نصر، ورئيس مباحث لقسم شرطة المطرية، شديد الاحترام، معشوق أهالي حي المطرية بالقاهرة، تدرج في المناصب بمديرية أمن القاهرة، حتى أصبح مفتشًا للأمن العام بإدارة البحث الجنائي.
في عام 2015، استهدفه 5 إرهابيين في خسة ونذالة، بعد أن رصدوا تحركاته ، وعند خروجه من منزله بحي النعام بالمطرية، أطلق عليه الإرهابيين النيران ليسقط على الأرض غارقا في دمائه في مشهد أبكى الجميع، ثم لاذوا بالهرب.
الشهيد البطل
لم تتوقف أسرة الشهيد العميد وائل طاحون في تقديم شهدائها للوطن، حيث استشهد زوج ابنته ، المعاون مباحث النزهة الرائد ماجد عبدالرازق، أثناء مأمورية أمنية، على يد عناصر الجماعات التكفيرية التي كانت تدبر وتخطط لارتكاب عملية إرهابية، والتي اتخذت إحدى الشقق السكنية بدائرة القسم مكانا لها للإعداد وتنفيذ مخططهم الإرهابي، فجاءت المعلومات عن الخلية الإرهابية، فبدء تمشيط شوارع الدائرة لضبط عناصر هذه الخلية، وأثناء وقوف القوة الأمنية أمام السيارة التي كانت تقل المجموعة الإرهابية، بادر أفراد الخلية الشهيد ماجد والقوة المرافقة له بإطلاق النار عليهم، حتى سقط شهيدا لواجب الوطني.
بطولة على الهواء
الشهيد العقيد رامي على ، ضابط الأمن الوطني، الذي استشهد في حادث الدرب الأحمر، لن ينسى المصريين ما نسجه من بطولة، أنقذ فيها أهالي منطقة الدرب الأحمر، حيث استشهد وهو يلقي القبض على خلية إرهابية، عقب إلقاء إرهابي عبوة بدائية، لاستهداف قوة أمنية أمام مسجد الاستقامة بالجيزة عقب صلاة الجمعة.
أسفرت عمليات البحث والتتبع لخط سير مرتكب الواقعة عن تحديد مكان تواجده بحارة الدرديري بالدرب الأحمر، وتم رصده والتوصل لمكان اختبائه بالمنطقة، وحاصرت قوات الأمن الإرهابي، وأثناء ضبطه وإسراع البطل الشهيد ناحيته للسيطرة عليه انفجرت إحدى العبوات الناسفة التي كانت بحوزته، مما أسفر عن مقتل الإرهابي واستشهاد الضابط وأميني شرطة من الأمن الوطني، وإصابة ضابطين.
الشهيد أحمد عبدالفتاح
استشهد الرائد أحمد عبدالفتاح، في أثناء اشتباكات جبال قرية الكرنك بمحافظة قنا جنوب الصعيد، وترك خلفه طفلين، خديجة ذات الخمس سنوات، و«ياسمين» التي كانت تنطق اسم والدها بحروف متلعثمة.
الشهيد ابن قبيلة أولاد يحي إحدى قبائل "هوارة" في الصعيد، عرف بين جيرانه بالطيبة وحسن الأخلاق، حتى بات محبوبا للجميع، فالجيران ما زالوا يسردون قصص الشهامة لهذا الشاب الذى طالما لم يتخل عن أحد، كما أنه قائد كتيبة الدعم بالأمن المركزي، الذى اغتالته يد الخسة والنذالة، لم يهب يوما الموت.
الشهيد تحدث كثير مع زملائه عن الشهداء وفضل الشهادة، فلم يبحث يومًا عن رتبة في جهاز الشرطة، بقدر بحثه عن الرتبة الأسمى والأغلى وهى رتبة «شهيد»، لينالها أثناء أداء واجبه الوظيفي، بعدما طالته رصاصات الغدر ليلفظ أنفاسه الأخيرة.
أول شهيد في أحداث رابعة
استشهد النقيب شادي مجدي، ضابط عمليات خاصة بقطاع الأمن المركزي خلال الاشتباكات التي وقعت بين قوات الأمن والمسلحين من الجماعة الإرهابية في أحداث رابعة، وأصيب بطلق ناري أدى إلى استشهاده في الحال، ويعد من أوائل شهداء الشرطة في أحداث رابعة.
كما استشهد الملازم أول محمد عبدالعزيز خلال أحداث فض اعتصام ميدان النهضة، حيث أصيب بطلق ناري واستشهد على إثره، وذكر قبل استشهاده أنه من الضباط الذين كانوا في الصفوف الأولى لقوات الشرطة، حيث شاهد أحد الأشخاص من بين المعتصمين وبحوزته سلاحا ناريا حيث رفض إطلاق النار عليه، بسبب أنه كان بصحبته زوجته وطفل آخر، إلا أن المسلح وجه السلاح نحوه وأطلق النار عليه، مما أسفر عن إصابته، وتم نقل الشهيد إلى مستشفى الشرطة لإجراء عملية جراحية له، إلا أنه حالته الصحية تدهورت وفارق الحياة.
حافظ القرآن
الشهيد الرائد أحمد داوود، حفظ القرآن منذ صغره وبشهادة والديه كان بارًا بهما، أدى مناسك العمرة 3 مرات، وقال والده عنه أنه كان يتصدق بماله للمحتاجين دون إخبار أحد بما يفعله، واستشهد قبل زواجه.
من بين شهداء الشرطة الشهيد النقيب إسلام مشهور، كان مقتنعا أن الشهادة لا تمنح لأى شخص، وكتب على صفحته عبر "فيس بوك"، لأحد أصدقائه، استُشهد في وقت سابق، قائلاً: «فعلًا الشهادة دي مش لأى حد وخلاص، ربنا دايمًا بيختار من يستحقها».
الشهيد الرائد مصطفى عبيد، حكاية بطولة لن تنساها الأجيال، فبكل شجاعة وبلا خوف، قدم التضحية بنفسه من أجل إنقاذ المواطنين ومدافعًا عن الوطن ضد جماعات الإرهاب التي أرادت فرض الفوضى في منطقة عزبة الهجانة بمدينة نصر بعد زرع قنابل أعلى عقار لاستهداف الكنيسة المجاورة.
كما سطر الشهيد، بدمه قصة بطولة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، طالما أن العناصر الإرهابية تعيش بيننا وتخطط لاستهداف الأبرياء.
تابع أحدث الأخبار عبر